التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 97 ـ 99 أهمّیة الکعبة

بعد الکلام فی الآیات السابقة عن تحریم الصید فی حال الإحرام، یشیر القرآن الکریم فی هذه الآیة إلى أهمّیة «مکّة» وأثرها فی بناء حیاة المسلمین الاجتماعیة، فیقول أوّلا: (جعل الله الکعبة البیت الحرام قیاماً للنّاس ).

فهذا البیت المقدس رمز وحدة الناس ومرکز لتجمّع القلوب حوله، ومؤتمر عظیم لتوثیق الرّوابط المختلفة، فهم فی ظل هذا البیت المقدس وفی مرکزیته ومعنویته المستمدة من جذور تاریخیة عمیقة یستطیعون إصلاح الکثیر ممّا یستوجب الإصلاح والترمیم فی حیاتهم، وإقامة سعادتهم على قواعده المتینة، لذلک فقد وصف هذا البیت فی سورة آل عمران (الآیة 96): (إنّ أوّل بیت وضع للناس للذی ببکة مبارکاً وهدى للعالمین ).

فی الحقیقة إنّ المسلمین یستطیعون ـ إنطلاقاً من المفهوم الواسع لقوله: (قیاماً للناس ) ـ أن یصلحوا کلّ اُمورهم بالرکون إلى هذا البیت وفی إطار تعالیم الحج البنّاءة.

ولمّا کانت هذه المناسک یجب أن تجری فی جوّ آمن وخال من الحروب والمنازعات والمخاصمات، فقد أشارت الآیة إلى أثر الأشهر الحرم (وهی الأشهر التی تمنع فیها الحرب مطلقاً) وقالت: (والشهر الحرام ) (1) کما أشارت إلى الأضاحی الفاقدة للعلامة (الهدی) والأضاحی ذات العلامة (القلائد) التی منها یطعم الناس فی موسم الحج، وتؤمّن جانباً من احتیاجات الحاج للقیام بمناسکه، فقالت: (والهدی والقلائد ).

ولمّا کان مجموع هذه الأحکام والقوانین والتشریعات بشأن الصید، وکذلک بشأن حرم مکّة والشهر الحرام وغیر ذلک، یحکی عمق تدبیر الشارع وسعة علمه تقول الآیة: (ذلک لتعلموا أنّ الله یعلم ما فی السماوات وما فی الأرض وأنّ الله بکل شیء علیم ).

بناءاً على ما مرّ بنا فی تفسیر هذه الآیة یتّضح الإرتباط بین بدایتها ونهایتها، إذ أنّ هذه الأحکام التشریعیة لا یستطیع أن ینظّمها إلاّ من کان علیماً بأعماق القوانین التکوینیة، فالذی لا علم له بدقائق شؤون السماء والأرض وبما استقرّ فی روح الإنسان وجسمه عند خلقه، لا تکون له القدرة على تقریر أحکام کهذه، فالقانون الصحیح السلیم هو ذاک الذی ینسجم مع قانون الخلق والفطرة.

الآیة التّالیة تؤکّد تلک التشریعات، وتحثّ الناس على إتّباعها وتهدد المخالفین والعاصین فتقول: (إعلموا أنّ الله شدید العقاب وأنّ اللّه غفور رحیم ).

ولعلّ تقدیم (شدید العقاب ) على (غفور رحیم ) إشارة إلى أنّ عقاب الله الشدید یمکن إطفاؤه بماء التوبة والدخول فی رحمة الله وغفرانه.

ومرّة اُخرى تؤکّد الآیة على أنّ الناس هم المسؤولون عن أعمالهم، وأنّ النّبی مسؤول عن تبلیغ الرّسالة لا غیر (ما على الرّسول إلاّ البلاغ ) وفی الوقت نفسه: (والله یعلم ما تبدون وما تکتمون ).


1. مرّ ذکر الأشهر الحرم فی تفسیر الآیة 194 من سورة البقرة من هذا التّفسیر.

 

سورة المائدة / الآیة 97 ـ 99 أهمّیة الکعبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma