التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة المائدة / الآیة 94 ـ 96

تجیب هذه الآیة الذین یتساءلون عن الماضین قبل نزول آیة تحریم الخمر والمیسر، أو الذین لم یسمعوا بعد تلک الآیة لبعد مناطقهم التی یعیشون فیها، فتقول: (لیس على الذین آمنوا وعملوا الصالحات جناح فیها طعموا ) (1) ولکنّها تشترط لتلک التقوى والإیمان والعمل الصالح: (إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات )، ثمّ تکرر ذلک (ثمّ اتقوا وآمنوا ) وللمرّة الثالثة تکرر الآیة بقلیل من الاختلاف (ثمّ اتقوا وأحسنوا )، وتنتهی بالتوکید (والله یحبّ المحسنین ).

هنالک کلام کثیر بین المفسّرین القدامى والمحدثین حول هذا التکرار، فبعض یراه للتوکید ویقول: أنّ أهمیّة التقوى والإیمان والعمل الصالح تقتضی الإعادة والتکرار والتوکید.

إلاّ أنّ جمعاً آخر من المفسّرین یعتقدون أنّ کلّ جملة من هذه الجمل المکررة تشیر إلى حقیقة منفصلة عن الاُخرى، وأنّ هناک احتمالات متعددة بشأن اختلاف کلّ جملة عن الاُخرى، ولکن معظم هذه الاحتمالات لا یقوم علیها دلیل أو شاهد.

ولعلّ خیر ما قیل بهذا الخصوص هو قولهم: أنّ المقصود بالتقوى فی المرّة الاُولى هو ذلک الإحساس الداخلی بالمسؤولیة والذی یسوق الإنسان نحو البحث والتدقیق فی الدین، ومطالعة معجزة الرّسول (صلى الله علیه وآله) والبحث عن الله، فتکون نتیجة ذلک الإیمان والعمل الصالح، وبعبارة اُخرى: إذا لم یکن فی الإنسان شیء من التقوى فإنّه لا یتّجه إلى البحث عن الحقیقة، وعلیه فإنّ ورود کلمة «التقوى» لأوّل مرّة فی هذه الآیة إشارة إلى هذا المقدار من التقوى، ولیس فی هذا تناقض مع بدایة الآیة التی تقول: (لیس على الذین آمنوا وعملوا الصالحات... )لأنّ الإیمان هنا یمکن أن یکون بمعنى التسلیم الظاهری، بینما الإیمان الذی یحصل بعد التقوى هو الإیمان الحقیقی.

وتکرار التقوى للمرّة الثّانیة إشارة إلى التقوى التی تنفذ إلى أعماق الإنسان فیزداد تأثیرها، وتکون نتیجتها الإیمان الثابت الوطید الذی یؤدّی إلى العمل الصالح، ولذلک لم یرد «العمل الصالح» بعد «الإیمان» فی الجملة الثّانیة: (ثمّ اتقوا وآمنوا ) أی إنّ هذا الإیمان من الثبوت والنفاذ بحیث لا حاجة معه لذکر العمل الصالح.

وفی المرحلة الثّالثة یدور الکلام على التقوى التی بلغت حدّها الأعلى بحیث إنّها فضلا عن دفعها إلى القیام بالواجبات، تدفع إلى الإحسان أیضاً، أی إلى الأعمال الصالحة التی لیست من الواجبات.

وعلیه فإنّ هذه الضروب الثلاثة من التقوى تشیر إلى ثلاث مراحل من الإحساس بالمسؤولیة وکأنّها تمثّل المرحلة (الابتدائیة) والمرحلة (المتوسطة) والمرحلة (النهائیة)، ولکل مرحلة قرینة تدل علیها فی الآیة.

أمّا ما ذهب إلیه مفسّرون آخرون بشأن تناول الآیة ثلاثة أنواع من التقوى وثلاثة أنواع من الإیمان فلا قرینة علیه ولا شاهد فی الآیة.


1. تطلق کلمة عام «الطعام» على المأکولات غالباً، ولکنّها قد تطلق على المشروبات أیضاً، کما جاء فی الآیة 249 من سورة البقرة.

 

سبب النّزولسورة المائدة / الآیة 94 ـ 96
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma