اختیار الخلیفة مرحلة إنتهاء الرسالة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 67 1ـ نزول آیة التبلیغ

إنّ لهذه الآیة نَفَساً خاصّاً یمیّزها عمّا قبلها وعمّا بعدها من آیات، إنّها تتوجّه بالخطاب إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) وحده وتبیّن له واجبه، فهی تبدأ بمخاطبة الرّسول: (یا أیّها الرّسول )وتأمره بکلّ جلاء ووضوح أنّ (بلغ ما اُنزل إلیک من ربِّک ) (1).

ثمّ لکی یکون التوکید أشد وأقوى، تحذّره وتقول: (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ).

ثمّ تُطمئن الآیة الرّسول (صلى الله علیه وآله) ـ وکأنّ أمراً یقلقه ـ وتطلب منه أن یهدىء من روعه وأن لا یخشى الناس: فیقول له: (والله یعصمک من النّاس ).

وفی ختام الآیة إنذار وتهدید بمعاقبة الذین ینکرون هذه الرسالة الخاصّة ویکفرون بها عناداً، فتقول: (إنّ الله لا یهدی القوم الکافرین ).

أسلوب هذه الآیة، ولحنها الخاص، وتکرر توکیداتها، وکذلک ابتداؤها بمخاطبة الرّسول (یا أیّها الرّسول ) التی لم ترد فی القرآن الکریم سوى مرّتین، وتهدیده بأنّ عدم تبلیغ هذه الرسالة الخاصّة إنّما هو تقصیر ـ وهذا لم یرد إلاّ فی هذه الآیة وحدَها ـ کل ذلک یدل على أنّ الکلام یدور حول أمر مهم جدّاً بحیث إنّ عدم تبلیغه یعتبر عدمَ تبلیغ للرسالة کلها.

لقد کان لهذا الأمر معارضون أشدّاء إلى درجة أنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) کان قلقاً لخشتیه من أنّ تلک المعارضة قد تثیر بعض المشاکل بوجه الإسلام والمسلمین، ولهذا یطمئنه الله تعالى من هذه الناحیة.

هنا یتبادر إلى الذهن السؤال التالی ـ مع الأخذ بنظر الإعتبار تأریخ نزول هذه الآیة، وهو قطعاً فی أواخر حیاة الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) ـ : تُرى ما هذا الموضوع المهم الذی یأمر الله رسولَه ـ مؤکّداً ـ أن یبلّغه للناس؟

هل هو ممّا یخصّ التوحید والشرک وتحطیم الأصنام، وهو ما تمّ حلّه للنّبی (صلى الله علیه وآله)وللمسلمین قبل ذلک بسنوات؟

أم هو ممّا یتعلّق بالأحکام والقوانین الإسلامیة، مع أنّ أهمّها کان قد سبق نزوله حتى ذلک الوقت؟

أم هو الوقوف بوجه أهل الکتاب من الیهود والنصارى، مع أنّنا نعرف أنّ هذا لم یعد مشکلة بعد الإنتهاء من حوادث بنی النضیر وبنی قریظة وبنی قینقاع وخیبر وفدک ونجران؟

أم کان أمراً من الاُمور التی لها صلة بشأن المنافقین، مع أنّ هؤلاء قد طردوا من المجتمع الإسلامی بعد فتح مکّة، وامتداد نفوذ المسلمین وسیطرتهم على أرجاء الجزیرة العربیة کافة، فتحطّمت قوّتهم، ولم یبق عندهم إلاّ ما کانوا یخفونه مقهورین؟

فما هذه المسألة المهمّة ـ یا تُرى ـ التی برزت فی الشهور الأخیرة من حیاة الرسول (صلى الله علیه وآله)بحیث تنزل هذه الآیة وفیها کلّ ذلک التوکید؟

لیس ثمّة شک أنّ قلق الرسول (صلى الله علیه وآله) لم یکن لخوف على شخصه وحیاته، وإنّما کان لما یحتمله من مخالفات المنافقین وقیامهم بوضع العراقیل فی طریق المسلمین.

هل هناک مسألة تستطیع أن تحمل کل هذه الصفات غیر مسألة استخلاف النّبی (صلى الله علیه وآله)وتعیین مصیر مستقبل الإسلام؟!

سوف نرجع إلى مختلف الرّوایات الواردة فی الکثیر من کتب السنّة والشیعة بشأن هذه الآیة، لکی نتبیّن إن کانت تنفعنا فی إثبات الاحتمال الذی أوردناه آنفاً، ثمّ نتناول بالبحث الإعتراضات والإنتقادات التی أوردها بعض المفسّرین من السنّة حول هذا التّفسیر.


1. عبارة ( بلِّغْ ) کما یقول الراغب فی «المفردات» أکثر توکیداً من «أَبْلِغْ».

 

سورة المائدة / الآیة 67 1ـ نزول آیة التبلیغ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma