سبب النّزول

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 41 ـ 42 التّحکیم بین الأنصار والأعداء

وردت روایات عدیدة فی سبب نزول هاتین الآیتین أوضحها ما نقل عن الإمام الباقر (علیه السلام) فی هذا المجال، وخلاصة ذلک أنّ أحد وجهاء الیهود فی منطقة خیبر کان متزوجاً، فارتکب عملا مخالفاً للعفة مع امرأة متزوجة من عائلة خیبریة مشهورة، فاغتم الیهود کیف ینفّذون حکم التّوراة (الرجم) فی وجیههم ذلک وفی شریکته فی الذنب، فأخذوا یبحثون عن حلّ لهذه المعضلة لینقذوهما من العقوبة المذکورة، وفی نفس الوقت لیظهروا التزامهم بالأحکام الإلهیّة، ودفعهم هذا الأمر إلى الإستعانة بأبناء طائفتهم الموجودین فی المدینة المنورة، وطلبوا منهم أن یسألوا عن حکم هذه الحادثة من النّبى محمّد (صلى الله علیه وآله) (حتى إذا کان الحکم بسیطاً وخفیفاً أخذوا به، وإذا کان شدیداً تجاهلوه وتناسوه، ولعلّهم أرادوا

بسؤالهم ذلک أن یلفتوا انتباه نبیّ الإسلام إلى أنفسهم ولیظهروا أنفسهم بأنّهم أصدقاء للمسلمین).

ولهذا الغرض توجّه عدد من وجهاء یهود المدینة للقاء النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله)، فسألهم النّبی (صلى الله علیه وآله)إن کانوا سیقبلون بکل حکم یصدره، فأجابوه بأنّهم قدموا إلیه لهذا السبب! فنزل فی تلک الأثناء حکم رجم مرتکب الزنا مع المرأة المحصنة، لکن الیهود لم یبدوا استعداداً لقبول هذا الحکم، بدعوى أنّ دیانتهم تخلو من مثله، فردّ علیهم النّبی (صلى الله علیه وآله) بأنّ هذا الحکم هو نفس الحکم الذی عندهم فی التّوراة، وسألهم إن کانوا یقبلون بحضور أحد علمائهم لیتلو علیهم حکم التّوراة فی تلک القضیة لیأخذوا به، فوافقوا على ذلک، فسألهم النّبی عن رأیهم فی العالم الیهودی (ابن صوریا) الذی کان یقطن منطقة (فدک) فأجابوه بأنّه خیر من یعرف التّوراة من الیهود.

فبعث النّبی (صلى الله علیه وآله) إلى هذا العالم، فلمّا قدم عنده أقسم علیه النّبی (صلى الله علیه وآله) بالله الواحد الأحد الذی أنزل التّوراة على موسى وفلق البحر لإنقاذ بنی إسرائیل وأغرق عدوّهم فرعون وأنزل علیهم نعمه فی صحراء سیناء، أن یصدق القول إن کان حکم الرجم قد نزل فی التّوراة فی مثل تلک الواقعة أم لم ینزل؟ فأجاب العالم الیهودی (ابن صوریا) بأنّه مرغم بسبب القسم الذی أقسمه للنّبی أن یقول الحقیقة ویعترف بوجود حکم الرجم فی التّوراة.

فسأل النّبی (صلى الله علیه وآله) الیهود عن سبب احجامهم عن تطبیق الحکم المذکور، فأجاب (ابن صوریا) بأنّهم کانوا یطبّقون هذا الحکم بحقّ العامّة من أبناء طائفتهم ویصونون الأثریاء والوجهاء منهم من تنفیذ هذا الحکم بحقّهم، فأدّى هذا التهاون إلى انتشار الخطیئة المذکورة بین أثریاء الیهود حتى بادر إلى إرتکابها ابن عمّ لأحد رؤساء الطائفة، فلم یطبّق بحقّه الحکم الشرعی بحسب العادة المتّبعة لدیهم، وصادف فی نفس ذلک الوقت أن إرتکب نفس الخطیئة أحد عامّة الناس من أبناء الطائفة، فأرادوا تطبیق حکم الرجم بحقّه لکن أقاربه اعترضوا على ذلک، وقالوا: إذا کان لابدّ من تنفیذ هذا الحکم فیجب أن ینفّذ بحق الاثنین (الوجیه الیهودی والشخص الآخر العادی)، فعمد عند ذلک علماء الطائفة إلى سنّ حکم أخف من الرجم وهو أن یجلد الزناة 40 جلدة وتسود وجوههم ویرکبوا دابّة ویطاف بهم فی أزقّة وأسواق المنطقة!

فأمر النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله) على الفور أن یرجم ذلک الرجل الوجیه والمرأة الثریّة أمام المسجد (1)وأشهد الله فی ذلک الحین بأنّه هو أوّل شخص یحیی حکم الله بعد أن أماته الیهود.

فی تلک الأثناء نزلت الآیتان محل البحث وتحدّثتا عن القضیة المذکورة بالإیجاز. (2)


1. ذکرت الرّوایات التی جاء بها البیهقی فی سننه، ج 8، ص 266 أنّ علماء الیهود حین قدموا إلى النّبی کانوا قد جلبوا معهم الرجل والمرأة الزانیین.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 333 و334، ذیل الآیة مورد البحث.

 

سورة المائدة / الآیة 41 ـ 42 التّحکیم بین الأنصار والأعداء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma