التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 18 سورة المائدة / الآیة 19

استکمالا للبحوث السابقة التی تناولت بعض إنحرافات الیهود والنصارى، تشیر الآیة الأخیرة إلى أحد الدعاوى الباطلة التی تمسک بها هؤلاء، فتقول: (وقالت الیهود والنصارى نحن أبناء الله واحباؤه ).

ولم یکن هذا الإمتیاز الوهمی الذی إدعاه الیهود والنصارى لأنفسهم هو الوحید من نوعه، إذ إنّ القرآن الکریم قد أشار فی آیات عدیدة إلى أمثال هذا الإدّعاء.

ففی الآیة 111 من سورة البقرة، أشار القرآن إلى إدعائهم الذی زعموا فیه أن أحداً غیرهم لا یدخل الجنّة، وزعموا أن الجنّة هی حکر على الیهود والنصارى، وقد فنّد القرآن هذا الإدّعاء.

کما جاء الآیة 80 من سورة البقرة إدعاء آخر للیهود، وهو زعمهم أن نار جهنم لن تمسهم إلا فی أیّام معدودة، وقد وبخهم القرآن على زعمهم هذا.

وفی الآیة الأخیرة یشیر القرآن الکرم إلى ادعائهم البنوة لله، وزعمهم أنّهم أحباء لله، ولا شک أن هؤلاء لم یعرّفوا أنفسهم کأبناء حقیقیین لله، بل إنّ المسیحیین وحدهم یدّعون أن المسیح هو الإبن الحقیقی لله، وقد صرّحوا بهذا الأمر (1) وأنّهم حین اختاروا لأنفسهم صفة البنوة لله وأدعوا بأنّهم الله إنما لیظهروا بأنّ لهم علاقة خاصّة بالله سبحانه، وکأنّهم أرادوا کل من ینتمی إلیهم انتماءً قومیاً أو عقائدیاً یصبح من أبناء الله وأحبائه حتى لو لم یقم بأی عمل صالح. (2)

وواضح لدینا أنّ القرآن الکریم حارب کل هذه الإمتیازات والدعاوى الوهمیة، فهو لا یرى للإنسان امتیازاً إلاّ بالإیمان والعمل الصالح والتقوى، ولذلک تقول الآیة الأخیرة فی تفنید وإبطال الإدعاء الأخیر: (قل فلم یعذبکم بذنوبکم ) فهؤلاء ـ بحسب اعترافهم أنفسهم ـ یشملهم العذاب الإلهی حیث قالوا بأنّ العذاب یمسّهم لأیّام معدودة، فکیف یتلاءم ذلک الإدعاء وهذا الإعتراف؟ وکیف یمکن أن یشمل عذاب الله أبناءه وأحباءه؟! ومن هنا یثبت أن لا أساس ولا صحة لهذا الإدعاء، وقد شهد تاریخ هؤلاء على أنّهم حتى فی هذه الدنیا ابتلوا بسلسلة من العقوبات الإلهیة، ویعتبر هذا دلیلا آخر على زیف وبطلان دعواهم تلک.

ولکی تؤکّد الآیة الکریمة زیف وبطلان الدعوى المذکورة استطردت تقول: (بل أنتم بشر ممن خلق ) والقانون الإلهی عام، فإن الله (یغفر لمن یشاء ویعذب من یشاء ).

وبالإضافة إلى ذلک فإنّ کل البشر هم من خلق الله، وهم عباده وأرقاؤه، وعلى هذا الأساس لیس من المنطق إطلاق اسم «ابن الله» على أی منهم، حیث تقول الآیة: (ولله ملک السّماوات والأرض وما بینهما ).

وفی النهایة تعود المخلوقات کلها إلى الله، حیث تؤکّد الآیة هنا بقولها: (وإلیه المصیر ).

سؤال: وقد یسأل البعض أین ومتى إدعى الیهود والنصارى أنّهم أبناء الله حتى لو کان معنى البنوة فی هذه الآیة هو معنى مجازی وغیر حقیقی).

والجواب: هو أنّ الأناجیل المتداولة قد ذکرت هذه العبارة، ویلاحظ ذلک فیها بصورة متکررة، من ذلک ما جاء فی إنجیل یوحنا فی الإصحاح 8 ـ الآیة 41 وما بعدها، حیث نقرأ على لسان عیسى فی خطابه للیهود قوله: «إنّکم تمارسون أعمال أبیکم، فقال له الیهود: نحن لم نولد من الزنا وإن أبانا واحد وهو الله! فقال لهم عیسى: لو کان أبوکم هو الله لکنتم احببتمونی...».

 

وقد ورد فی الروایات الإسلامیة ـ أیضاً ـ فی حدیث عن ابن عباس مضمونه أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) دعا جمعاً من الیهود إلى دین الإسلام وحذّرهم من عذاب الله، فقال له الیهود: کیف تخوفنا من عذاب الله ونحن أبناؤه وأحباؤه؟! (3)

وورد فی تفسیر مجمع البیان، فی تفسیر الآیة موضوع البحث، حدیث على غرار الحدیث المذکور أعلاه، مضمونه أنّ جمعاً من الیهود حین هددهم النّبی (صلى الله علیه وآله) بعذاب الله قالوا: لا تهددنا فنحن أبناء الله وأحباؤه، وهو إن غضب علینا یکون غضبة کغضب الإنسان على ولده، وهو غضب سریع الزوال. (4)


1. تقول المصادر المسیحیة بأنّ عبارة «ابن الله» هی فقط من ألقاب منقذ المسیحیین وفادیهم، وإنّ هذا اللقب لا یطلق على أحد غیره إلاّ إذا دلت القرینة على أنّ المراد لیس البنوة الحقیقة لله (قاموس المقدس، ص 345).
2. ظهرت فی الآونة الأخیرة لدینا مجموعة تبشر للمسیحیة وتسمّی نفسها جماعة «ابن الله».
3. تفسیر الکبیر، ج 11، ص 192.
4. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 304.

 

سورة المائدة / الآیة 18 سورة المائدة / الآیة 19
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma