التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 13 1ـ الممارسات التّحریفیة للیهود

إنّ هذه الآیة الکریمة جاءت تشیر إلى نقض بنی إسرائیل للعهد الذی أخذه الله علیهم والذی ذکرته الآیة السابقة.

کما ذکرت هذه الآیة نتائج وعواقب هذا النقض حیث تقول: (فبما نقضهم میثاقهم لعناهم وجلعنا قلوبهم قاسیة ) (1).

والحقیقة هی أن هؤلاء عوقبوا بهذین الجزاءین بسبب نقضهم لمیثاقهم، فقد حرموا من رحمة الله، وتحجرت أفکارهم وقلوبهم فلم تعد تبدی أی مرونة أمام الحقائق.

وتشرح الآیة آثار هذا التحجّر فتقول: (یحرفون الکلم عن مواضعه ) و (ونسوا حظاً مما ذکروا به ).

ولا یستبعد أن تکون علامات وآثار نبیّ الإسلام محمّد (صلى الله علیه وآله) والتی اُشیر إلیها فی آیات قرآنیة اُخرى، جزءاً من الاُمور التی نسیها بنوإسرائیل ـ کما یحتمل أن تکون هذه الجملة القرآنیة إشارة إلى ما حرفه أو نسیه جمع من علماء الیهود أثناء تدوینهم للتوراة من جدید بعد أن فقدت التوراة الأصلیة، وإنّ ما وصل إلى هؤلاء من کتاب موسى الحقیقی کان جزءاً من ذلک الکتاب وقد اختلط بالکثیر من الخرافات، وقد نسی هؤلاء حتى هذا الجزء الباقی من کتاب موسى (علیه السلام).

ثمّ تتطرق الآیة إلى ظاهرة خبیثة طالما برزت لدى الیهود ـ بصورة عامّة ـ إلاّ ما ندر منهم، وهی الخیانة التی کانت تتکشف للمسلمین بین فترة واُخرى، تقول الآیة الکریمة فی هذا المجال: (ولا تزال تطلع على خائنة (2) منهم إلاّ قلیلا منهم ).

وفی الختام تطلب الآیة من النّبی (صلى الله علیه وآله) أن یعفو عن هؤلاء ویصفح عنهم، مؤکّدة أنّ الله یحب المحسنین، وذلک فی قوله تعالى: (فاعف عنهم واصفح إنَّ الله یحب المحسنین ).

ولنرى هل أنّ المراد فی الآیة أن یعفو النّبی (صلى الله علیه وآله) عن الأخطاء السابقة للأقلیة الصالحة من الیهود، أم أنّ المراد هو العفو عن الأغلبیة الطالحة منهم؟

إنّ ظاهر الآیة یدعم ویؤیّد الإحتمال الثّانی، لأنّ الأقلیة الصالحة لم ترتکب ذنباً أو خیانة لکی یطلب من النّبی (صلى الله علیه وآله) العفو عنهم ـ والظن الغالب هو أنّ العفو والصفح المطلوبان فی الآیة یشملان ـ فقط ـ تلک الحالات التی کان الیهود یوجهون فیها أذاهم وتحرشاتهم واستفزازاتهم إلى النّبی (صلى الله علیه وآله)، ولا یشملان أخطاء الیهود وجرائمهم بحق الأهداف والمبادىء الإسلامیة، حیث لا معنى للعفو فی هذا المجال.


1. إنّ کلمة «لعن» تعنی فی اللغة «الطرد والإبعاد» وحین ینسب اللعن إلى الله فإنّه یعنی الحرمان من رحمته، أمّا کلمة «قاسیة» فهی فی الأصل مشتقة من المصدر «قساوة» وتطلق على الأخص على الحجر الصلد، ولذلک أطلقت على الذین لا یبدون أی مرونة من جانبهم أمام الحقائق التی تتکشف لهم.
2. إنّ کلمة «خائنة» مع کونها اسماً للفاعل، فهی فی هذه الآیة تکون بمعنى المصدر وتطابق کلمة الخیانة ... وقد جرت عادة العرب على استخدام مثل هذه الاستعمالات فی أشعارهم حیث جاؤوا باسم الفاعل وعنوا به المصدر فی کلمات مثل «العافیة» والخاطیة» وقد احتملوا أیضاً أنّ تکون کلمة «خائنة» صفة للطائفة.

 

سورة المائدة / الآیة 13 1ـ الممارسات التّحریفیة للیهود
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma