التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 11 سورة المائدة / الآیة 12

لقد ذکرت الآیات السابقة بعضاً من النعم الإلهیة، وجاءت الآیة الأخیرة تخاطب المسلمین وتذکر لهم أنواعاً من النعم التی أنعم الله بها علیهم، لکی یؤدّوا شکرها عن طریق طاعة الله والسعی لتحقیق مبادىء العدالة، فتقول الآیة: (یا أیّها الذین آمنوا اذکروا نعمت الله علیکم إذ هم قوم أن یبسطوا إلیکم أیدیهم فکفّ أیدیهم عنکم ).

وقد دأب القرآن الکریم فی کثیر من آیاته على تذکیر المسلمین بالنعم المختلفة التی أنعم الله بها علیهم، وذلک من أجل تعزیز دافع الإیمان لدیهم، ولاستثارة وتحفیز دافع الشکر والصمود فیهم لیقفوا بوجه المشاکل، والآیة الأخیرة من سنخ تلک الآیات.

واختلف المفسّرون حول الواقعة التی تشیر إلیها الآیة موضوع البحث، فبعضهم قال: بأنّها إشارة إلى إنقاذ المسلمین من قبیلة «بنی النضیر» الیهودیة التی تواطأت على قتل النّبی (صلى الله علیه وآله) والمسلمین فی المدینة.

وذهب البعض الآخر من المفسّرین على أنّها إشارة إلى واقعة «بطن النخل» التی حصلت فی العام السادس من الهجرة النبویة فی واقعة «الحدیبیة» حیث قرر المشرکون هناک فی ذلک الحین ـ بزعامة (خالد بن الولید) ـ الهجوم على المسلمین أثناء أدائهم لصلاة العصر، فعلم النّبی (صلى الله علیه وآله) بهذه المؤامرة فصلّى صلاة الخوف القصیرة، ممّا أدّى إلى إحباط المؤامرة.

وقد ذکر مفسّرون آخرون وقائع اُخرى من حیاة النّبی (صلى الله علیه وآله) والمسلمین الملیئة بالحوداث، وقالوا بأنّ هذه الآیة إشارة لتلک الوقائع.

ویرى مفسّرون آخرون أن هذه الآیة إشارة إلى کل الوقائع والأحداث التی حصلت طیلة التاریخ الإسلامی حتى ذلک الوقت. (1)

ولو تغاضینا عن کلمة «قوم» الواردة فی هذه الآیة بصیغة النکرة التی تدل على وحدة المجموعة المعنیة، فإنّ هذا التّفسیر یمکن اعتباره من أحسن التفاسیر فی هذا المجال.

والآیة على کل حال تلفت إنتباه المسلمین إلى الأخطار التی تعرضوا لها، وکان یحتمل أن تدفع بالوجود الإسلامی إلى الفناء والزوال وإلى الأبد، ولکن فضل الله ونعمته شملتهم وأنقذت الإسلام والمسلمین من تلک الأخطار.

کما تحذر الآیة المسلمین وتنبههم إلى ضرورة التزام التقوى والإعتماد على الله کدلیل على شکر ذلک الفضل وتلک النعمة، ولیعلموا بأنّهم بتقواهم سیضمنون لأنفسهم الدعم والسند والحمایة من الله فی حیاتهم الدنیویة هذه، وفی هذا المجال تقول الآیة الکریمة: (واتقوا الله وعلى الله فلیتوکل المؤمنون ).

وواضح أنّ التوکل على الله لیس معناه التخلی عن المسؤولیات أو الإستسلام لحوادث الزمان، بل یعنی أنّ الإنسان حین یستخدم طاقاته والإمکانیات المتوفرة لدیه، یجب علیه أن ینتبه فی نفس الوقت إلى أنّ هذه الطاقات والإمکانیات لیست من عنده بل أنّ مصدرها ومنشأها هو الله تعالى، وإذا حصل هذا التوجه فإن من شأنه أن یقضی على دافع الغرور والأنانیة عند الإنسان أوّلا، ومن ثمّ لا یدع إلى نفسه طریقاً للخوف والقلق والیأس حیال الأحداث والمشاکل مهما کبرت وعظمت، لأنّه یعلم بأنّ سنده وحامیه هو الله الذی فاقت قدرته کل القدرات.

إضافة إلى ما ذکر، فإنّ تقدیم الأمر بالتقوى على قضیة التوکل یستشف منه أنّ حمایة الله ورعایته تشمل حال المتقین.

ویجب الإنتباه إلى أنّ عبارة «التقوى» المشتقة من المصدر «وقایة» معناها حمایة النفس وإبعادها عن عناصر السوء والفساد.


1. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 293، ذیل الآیة مورد البحث.

 

 

سورة المائدة / الآیة 11 سورة المائدة / الآیة 12
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma