العدل رکن إسلامی مهم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
دعوة مؤکّدة إلى العدالةسورة المائدة / الآیة 11

قلما نجد قضیة أعطى الإسلام لها أهمیة قصوى کقضیة العدل، فهی وقضیة التوحید سیّان فی تشعب جذورهما إلى جمیع الاُصول والفروع الإسلامیة، وبعبارة اُخرى: کما أنّ جمیع القضایا العقائدیة والعملیة والاجتماعیة والفردیة والأخلاقیة والقانونیة لا تنفصل مطلقاً عن حقیقة التوحید، فکذلک لا تنفصل کل هذه القضایا ولا تخلو أبداً من روح العدل.

ولیس من العجیب والحالة هذه أن یکون العدل واحداً من اُصول العقیدة والدین،

 

 

وأساساً من اُسس الفکر الإسلامی، وهو مع کونه صفة من صفات الله سبحانه ویدخل ضمن مبادىء المعرفة الإلهیّة، إلاّ أنّه یشتمل على معان واسعة فی خصائصه ومزایاه، ولذلک کان ما أولته البحوث الاجتماعیة فی الإسلام من الإهتمام بالعدل والإعتماد علیه یفوق ما حظیت به المبادىء الإسلامیة الاُخرى من ذلک.

ویکفی إیراد عدد من الأحادیث والرّوایات نماذج لدرک أهمیّة هذه الحقیقة:

روی عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «إیّاکم والظلم فإنّ الظلم عند الله هو الظلمات یوم القیامة» (1).

وبدیهی أن کل ما هو موجود من خیر وبرکة ونعم هو من النور وفی النور، وإنّ الظلام هو مصدر کل عدم وفاقة.

وقال النّبی (صلى الله علیه وآله) أیضاً: «بالعدل قامت السموات والأرض» (2).

ویعتبر هذا القول من أوضح التعابیر التی قیلت فی شأن العدل، ومعناه أنّ حیاة البشر المحدودة فی الکرة الأرضیة لیست وحدها التی یکون قوامها العدل، بل إنّ حیاة ووجود الکون بأکمله، والسماوات والأرضین کلها قائمة بالعدل، وفی ظل حالة من توازن القوى الفاعلة فیها، ووجود واستقرار کل شیء فی محله منها، بحیث لو أنّها انحرفت عن هذا التوازن لحظة واحدة أو بمقدار قید أنملة لحکمت على نفسها بالفناء والزوال.

ویؤید هذا القول حدیث آخر هو: «الملک یبقى مع الکفر ولا یبقى مع الظلم» (3) لأنّ للظلم أثراً سریعاً فی هذه الحیاة الدنیویة ومن نتائجه الحروب والاضطرابات والقلاقل والفوضى السیاسیة والاجتماعیة والأخلاقیة والأزمات الاقتصادیة التی تعمّ العالم الیوم، وهذا ما یثبت الحقیقة المذکورة بصورة جیدة.

ویجب الإنتباه جیداً إلى أنّ اهتمام الإسلام لم ینصب فی مجرّد العدالة، بل إنّه أولى أهمیّة أکبر لتحقیق العدالة، وطبیعی أنّ محض تلاوة هذه الآیات فی المجالس أو من على المنابر، وکتابتها فی الکتب، لا یجدی نفعاً فی استعادة العدالة المفقودة، وعلاج التمییز الطبقی والعنصری، والفساد والاجتماعی فی المجتمع الإسلامی، بل إنّ عظمة هذه الآیات والأحکام تتجلّى فی یوم تطبق فیه العدالة فی صمیم حیاة المسلمین.

بعد التأکید الشدید الذی حملته الآیة الکریمة حول قضیة العدالة وضرورة تطبیقها بادرت الآیة التالیة وتمشیاً مع الاُسلوب القرآنی، فأعادت إلى الأذهان ما أعده الله للمؤمنین العاملین بالخیر من غفرانه ونعمه العظیمة، حیث تقول الآیة: (وعد الله الذین آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظیم ).

کما ذکرت الآیة فی المقابل جزاء الکفّار الذین یکذبون بآیات الله، فقالت: (والذین کفروا وکذبوا بآیاتنا اُولئک أصحاب الجحیم ).

وممّا یلفت النظر أنّ الآیة جعلت المغفرة والأجر العظیم فی إطار «وعد الله» بینما ذکرت عقاب جهنم بأنّه نتیجة للکفر وللتکذیب بآیات الله، وما هذا إلاّ إشارة إلى فضل الله ورحمته لعباده فیما یخص نعم وهبات الآخرة التی لا یمکن لأعمال الإنسان مهما کبرت وعظمت أن تباریها أو تعادلها مطلقاً، کما أنّها إشارة ـ أیضاً ـ إلى أنّ عقاب الآخرة لیس فیه طابع انتقامی أبداً، بل هو نتیجة عادلة لما إرتکبه الإنسان من أعمال سیئة فی حیاته.

أمّا فیما یخص معنى عبارة «أصحاب الجحیم» (4) فهی مع ما فی کلمة «أصحاب» من معنى الملازمة، أی أن الکافرین والمکذبین بآیات الله یلازمون جهنم، لکن هذه الآیة لوحدها لا یمکن أن تکون دلیلا على مسألة «الخلود» فی نار جهنم، کما جاء توضیح ذلک فی تفسیری «االتبیان» و«مجمع البیان» وتفسیر «الفخر الرّازی»، لأنّ الملازمة ربما تکون دائمة، وقد تستمر لفترة طویلة ثمّ تنقطع، بدلالة التعبیر القرآنی الوارد فی شأن رکاب سفینة نوح النّبی (علیه السلام) حیث وردت فیهم عبارة «أصحاب السفینة» وهم لم یکونوا ملازمین لتلک السفینة ملازمة دائمة.

ومع انتفاء الشک حول خلود الکفّار فی نار جهنم، فالآیة الکریمة ـ موضوع البحث ـ لم تتحدث بشیء عن هذا «الخلود» بل یستنتج هذا من آیات قرآنیة اُخرى.


1. سفنیة البحار، ج 2، ص 105 مادة (ظلم).
2. تفسیر الصافی، ج 5، ص 107، فی تفسیر الآیة 7 من سورة الرحمن.
3. بحارالانوار، ج 72، ص 331.
4. إنّ کلمة «جحیم» تعنی النار الشدیدة الإلتهاب، وقد اُطلقت فی القرآن على نار جهنم کما فی هذه الآیة، وعلى نار الدنیا کالنار التی سعروها لحرق النّبی إبراهیم (علیه السلام)الآیة 97 من سورة الصافات.

 

دعوة مؤکّدة إلى العدالةسورة المائدة / الآیة 11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma