اُسطورة الصّلیب؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
نماذج اُخرى من ممارسات الیهود العدوانیةسورة النساء / الآیة 159

یؤکّد القرآن الکریم فی الآیة المارة الذکر على أنّ المسیح (علیه السلام) لم یقتل ولم یصلب، بل اشبته الأمر على الیهود فظنوا أنّهم صلبوه، وهم لم یقتلوه أبداً!

أمّا الأناجیل الأربعة الموجودة الیوم فی متناول أیدینا فهی کلها تقول بأنّ المسیح (علیه السلام) قد صلب وقتل على هذه الصورة، وقد جاء هذا القول فی الفصول الأخیرة من هذه الأناجیل الأربعة «متى ـ لوقا ـ مرقس ـ یوحنا» وبصورة تفصیلیة.

والمسیحیون الیوم یعتقدون بهذا الأمر بصورة عامّة، ومسألة الصلب أو قتل المسیح (علیه السلام)تعتبر الیوم أحد أهم المسائل الأساسیة للدیانة المسیحیة، ونحن نعلم أنّ المسیحیین الیوم لا یعتبرون المسیح (علیه السلام) مجرّد نبی اُرسل لهدایة وإرشاد البشریة، بل یعتقدون بأنّه «ابن الله» من أرکان الثالوث المقدس لدیهم، ویزعمون بأنّ هدف مجیء المسیح إلى هذا العالم لیکون قرباناً یفتدی بنفسه مقابل الخطایا والآثام التی یرتکبها البشر.

فیقولون: إنّه جاء لیضحی بنفسه من أجل ذنوبهم وخطایاهم، وقد صلب وقتل لیغسل بدمه ذنوب البشر، ولینقذ البشریة من العقاب، ولذلک فهم یعتقدون بأنّ طریق الخلاص والنجاة من العذاب والعقاب هو الإیمان بهذا الموضوع.

ومن هذا المنطلق فهم ـ أحیاناً ـ یدعون المسیحیة بدین «الإنقاذ» أو دین «الفداء» ویسمّون المسیح (علیه السلام) بـ «المنقذ» أو «المخلص» أو «الفادی».

واعتمادهم المفرط على الصلیب واتخاذه شعاراً لأنفسهم إنّما یرتکز على قضیة القتل والصلب هذه.

کانت تلک نبذة عن عقیدة المسیحیین حول مصیر المسیح (علیه السلام).

أمّا المسلمون فلا یشک أحدهم ببطلان وزیف هذه العقیدة، والسبب هو أنّ المسیح عیسى بن مریم (علیه السلام)، کان نبیّاً کسائر انبیاء الله، ولم یکن هو الله ولا ابن الله، لأنّ الله واحد

أحد فرد صمد لا شبیه ولا مثیل ولا زوج له ولا ولد، هذا أولاً...

وثانیاً: إنّ مسألة الفداء والتضحیة من أجل خطایا الآخرین، تعتبر مسألة بعیدة عن المنطق کل البعد، فکل إنسان یؤاخذ بجریرته وعمله، وإنّ طریق النجاة والخلاص یکون فی الإیمان والعمل الصالح فقط.

وثالثاً: إنّ عقیدة الفداء من أجل الخطایا تعتبر خیر مشجع على الفساد وممارسة الذنوب، وتؤدّی بالبشریة إلى التلوث والهلاک.

وحین تلاحظ أن القرآن یؤکّد على قضیة عدم صلب المسیح (علیه السلام) مع أنّ هذه القضیة تظهر للعیان وکأنّها مسألة اعتیادیة بسیطة، من أجل دحض عقیدة الفداء الخرافیة بشدّة، لمنع المسیحیین من الإیغال فی هذا الاعتقاد الفاسد، ولکی یؤمنوا بأنّ طریق الخلاص والنجاة إنّما هو فی أعمالهم هم أنفسهم ولیس فی ظل الصلیب.

رابعاً: هناک قرائن موجودة تثبت وهن وضعف قضیة الاعتقاد بصلب المسیح (علیه السلام)هی:

المعروف أنّ الأناجیل الأربعة المتداولة فی الوقت الحاضر، والتی تشهد بصلب المسیح (علیه السلام) ـ کانت قد دوّنت بعده بسنین طویلة، وقد دوّنها حواریوه أو التالون من أنصاره (علیه السلام) ـ وهذه حقیقة یعترف بها حتى المؤرخون المسیحیون.

کما نعرف أیضاً أنّ حواری المسیح (علیه السلام) قد هربوا حین هجم الأعداء علیه، والأناجیل نفسها تشهد بهذا الأمر(1) وعلى هذا الأساس فإنّ هؤلاء الحواریین قد تلقفوا مسألة صَلب عیسى المسیح (علیه السلام) من أفواه الناس الآخرین، ولم یکونوا حاضرین أثناء تنفیذ عملیة الصلب، وقد أدّت التطورات التی حصلت آنذاک إلى تهیئة الأجواء المساعدة للإشتباه بشخص آخر وصلبه بدل المسیح (علیه السلام)، وسنوضح هذا الأمر فیما یلی من حدیثنا.

إنّ العامل الآخر الذی یجعل من الإشتباه بشخص آخر بدل المسیح (علیه السلام)أمراً محتملا هو أنّ المجموعة التی کلّفت بالقبض على عیسى المسیح (علیه السلام) والتی ذهبت إلى بستان «جستیمانی» هذه المجموعة کانت تتشکل من أفراد الجیش الرومی الذین کانوا منهمکین فی اُمور عسکریة، فهم لم یکونوا یعرفون الیهود ولغتهم وتقالیدهم، کما لم یمیزوا بین حواری المسیح (علیه السلام) وبین المسیح نفسه.

 

تذکر الأناجیل أن الهجوم على مقر عیسى المسیح (علیه السلام) قد تمّ لیلا، وبدیهی أنّ ظلام اللیل یعتبر خیر ستار للشخص المطلوب لیتخفى به ویهرب، ولیقع شخص آخر فی أیدی المهاجمین.

یستنتج من نصوص جمیع الأناجیل أنّ المقبوض علیه قد إختار الصمت أمام «بیلاطیس» الحاکم الرومی لبیت المقدس ـ آنذاک ـ ولم یتفوه إلاّ بالقلیل دفاعاً عن نفسه ویستبعد کثیراً أن یقع عیسى المسیح (علیه السلام) فی خطر کهذا ولا یدافع عن نفسه بما یستحقه الدفاع عن النفس، وهو المعروف بالفصاحة والبلاغة والشجاعة والشهامة.

ألا یحتمل فی هذا المجال أن یکون شخص آخر ـ کـ «یهوذا الأسخربوطی» الذی خان ووشى بعیسى المسیح (علیه السلام) وکان یشبهه کثیراً ـ قد وقع هو بدل المسیح فی الأسر وأنّه لهول الموقف قد استولى علیه الخوف والرعب، فعجز عن الدفاع عن نفسه أو التحدث أمام الجلادین بشیء.

نقرأ فی الأناجیل أنّ «یهوذا الأسخربوطی» لم یظهر بعد حادثة الصّلب أبداً، وأنّه ـ کما تقول هذه الأناجیل ـ قد قتل نفسه وانتحر(2).

لقد بیّنا أنّ حواری المسیح (علیه السلام) ـ وکما ذکرت الأناجیل ـ قد هربوا حین أحسوا بالخطر یحدق بهم، کما هرب واختفى الأنصار الآخرون، وأخذوا یراقبون الأوضاع عن بعد، بحیث أصبح الشخص المقبوض علیه وحیداً بین الجنود الرومان، ولم یکن أی من أصحابه قریباً منه، ولذلک لا یستبعد ولا یبدو غریباً أن یقع خطأ أو سهو فی تشخیص هویة الشخص المقبوض علیه.

ونقرأ فی الأناجیل ـ أیضاً ـ أنّ الشخص المصلوب قد اشتکى من ربه (ولیس لربّه) لأنّه ـ بحسب قوله ـ قد جفاه وترکه بأیدی الأعداء لیقتلوه(3)!

فلو صدقنا مقولة أنّ المسیح جاء لهذه الدنیا لیصلب ولینقذ بصلبه البشریة من عواقب خطایاهم وآثامهم، فلا یلیق لمن یحمل هدفاً سامیاً کهذا الهدف أن یصدر منه هذا الکلام، وهذا دلیل على أن الشخص المصلوب لم یکن المسیح نفسه، بل کان إنساناً ضعیفاً وجباناً، وعاجزاً، ومثل هذا الإنسان یمکن أن یصدر منه کلام کالذی سبق، لا یمکن أن یکون هذا الإنسان هو المسیح (علیه السلام)(4).

لقد نفت بعض الأناجیل الموجودة مثل إنجیل «برنابا» قضیة صلب المسیح (علیه السلام) (وهذا الإنجیل هو غیر الأناجیل الأربعة التی یقبلها المسیحیون) کما أنّ بعضاً من الطوائف المسیحیة أبدت شکوکها حول قضیة الصلب(5) وقد ذهب بعض الباحثین إلى أبعد من هذا، فادعوا بأنّ التاریخ قد ذکر شخصین باسم «عیسى» أحدهما عیسى المصلوب والآخر هو عیسى غیر المصلوب وبینهما فاصل زمنی یقدر بخمسائة عام.(6)

کانت تلک مجموعة من القرائن المؤیدة لقول القرآن الکریم فی قضیة الشبه الحاصل فی قتل أو صلب المسیح (علیه السلام).


1. لقد ترک الحواریون المسیح (علیه السلام)فی ذلک الوقت وهربوا کلهم... من إنجیل متى، الإصحاح 26 الجملة 57.
2. إنجیل متى، الإصحاح 37، الجملة 6.
3. إنجیل متى، الإصحاح 27، الجملتان 46 و47.
4. لقد اقتبسنا عدداً من القرائن المذکورة أعلاه من کتاب بطل الصلیب.
5. تفسیر المنار، ج 6، ص 34.
6. تفسیر المیزان، ج 3، ص 345.

 

نماذج اُخرى من ممارسات الیهود العدوانیةسورة النساء / الآیة 159
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma