نماذج اُخرى من ممارسات الیهود العدوانیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 155 ـ 158 اُسطورة الصّلیب؟

تشیر هذه الآیات إلى نماذج اُخرى من انتهاکات بنی إسرائیل وممارساتهم العدوانیة التی واجهوا بها أنبیاء الله.

فالآیة الاُولى تشیر إلى قیام الیهود بنقض العهود، وإلى إرتداد بعضهم وکفرهم بآیات الله وقتلهم للأنبیاء، بحیث استوجبوا غضب الله والحرمان من رحمته وحرمانهم من قسم من نعم الله الطاهرة.

فقد أنکر هؤلاء آیات الله وکفروا بها بعد نقضهم للعهد واتّبعوا بذلک سبیل الضلال ولم یکتفوا بهذا الحدّ، بل تمادوا فی غیّهم، فارتکبت أیادیهم الآثمة جریمة کبرى، إذ عمدوا إلى قتل الهداة والقادة إلى طریق الحق من أنبیاء الله، إیغالا منهم فی إتّباع طریق الباطل والإبتعاد عن طریق الحق.

لقد کان هؤلاء الیهود بدرجة من العناد والصلف والوقاحة، بحیث کانوا یواجهون کلام الأنبیاء بالسخریة والاستهزاء، ووصل بهم الأمر إلى أن یقولوا بکل صراحة أنّ قلوبهم

تغطیها حجب عن سماع وقبول قول الأنبیاء! تقول الآیة الاُولى من الآیات الأربع الأخیرة: (فبما نقضهم(1) میثاقهم وکفرهم بآیات الله وقتلهم الأنبیاء بغیر حق وقولهم قلوبنا غلف ).

وهنا یؤکّد القرآن الکریم أنّ قلوب هؤلاء مختومة حقاً، بحیث لا ینفذ إلیها أی حقّ، وسبب ذلک هو کفرهم وانعدام الإیمان لدیهم، فهم لا یؤمنون لعنادهم وصلفهم إلاّ القلیل منهم. (بل طبع اللّه علیها بکفرهم فلا یؤمنون الاّ قلیلاً ).

وقد تجاوز هؤلاء المجرمون الحدّ، فألصقوا بمریم العذراء الطاهرة تهمة شنیعة وبهتاناً عظیماً، هی اُمّ لأحد أنبیاء الله الکبار، وذلک لأنّها حملت به بإذن الله دون أن یمسّها رجل، تقول الآیة فی هذا المجال: (وبکفرهم وقولهم على مریم بهتاناً عظیماً ).

وقد تباهى هؤلاء الجناة وافتخروا بقتلهم الأنبیاء، وزعموا أنّهم قتلوا المسیح عیسى بن مریم رسول الله، تقول الآیة: (وقولهم إنا قتلنا المسیح عیسى بن مریم رسول الله ) ولعل هؤلاء کانوا یأتون بعبارة «رسول الله» استهزاءً ونکایة، وقد کذبوا بدعواهم هذه فی قتل المسیح، فهم لم یقتلوه ولم یصلبوه، بل صلبوا شخصاً شبیهاً بعیسى المسیح (علیه السلام)، وإلى هذه الواقعة تشیر الآیة بقولها: (وما قتلوه وما صلبوه ولکن شبّه لهم ).

وأکّدت الآیة أنّ الذین اختلفوا فی أمر المسیح (علیه السلام) کانوا ـ هم أنفسهم ـ فی شک من أمرهم، فلم یکن أحدهم یؤمن ویعتقد بما یقول، بل کانوا یتبعون الأوهام والظن، تقول الآیة: (وإنّ الذین اختلفوا فیه لفی شک منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ).

وقد بحث المفسّرون حول موضوع الخلاف الوارد فی هذه الآیة، فاحتمل بعضهم أن یکون الخلاف حول منزلة ومقام المسیح (علیه السلام) حیث اعتبره جمع من المسیحیین ابناً لله، ورفض البعض الآخر ـ کالیهود ـ کونه نبّیاً، وإن کل هؤلاء کانوا على خطأ من أمرهم.

وقد یکون المقصود بالخلاف هو موضوع کیفیة قتل المسیح (علیه السلام) حیث قال البعض بأنّه قتل، وقال آخرون بأنّه لم یقتل، ولم یکن أی من هاتین الطائفتین لیثق بقول نفسه.

أو لعل الذین ادعوا قتل المسیح وقعوا فی شک من هذا الأمر لعدم معرفتهم بالمسیح (علیه السلام)، فاختلفوا فی الذی قتلوه هل کان هو المسیح، أو هو شخص غیره...؟!

ویأتی القرآن لیؤکّد هنا بأنّ هؤلاء لم یقتلوا المسیح أبداً، بل رفعه الله إلیه، والله هو القادر على کل شیء، وهو الحکیم لدى فعل أی شیء، تقول الآیة: (وما قتلوه یقیناً * بل رفعه الله إلیه وکان الله عزیزاً حکیماً ).

 


1. إنّ عبارة ( فبما نقضهم ) من ناحیة الإعراب جار ومجرور، ویجب أن یکون لها عامل محذوف قد یکون تقدیره «لعناهم» أو جملة ( حرّمنا علیهم ) الواردة فی الآیة 160 التالیة، وعلى هذا الأساس فإن ما ورد فی هذا الإطار یکون بمثابة جملة معترضة، تضفی فی مثل هذه الحالة جمالا أکثر على الکلام القرآنی البلیغ.

 

سورة النساء / الآیة 155 ـ 158 اُسطورة الصّلیب؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma