هدف الیهود من اختلاق الأعذار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة النساء / الآیة 155 ـ 158

تشیر الآیة الاُولى إلى طلب أهل الکتاب «الیهود» من النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله) بأن ینزل علیهم کتاباً من السماء کاملا وفی دفعة واحدة، فتقول: (یسألک أهل الکتاب أن تنزل علیهم کتاباً من السماء ).

ولا شک أنّ هؤلاء لم یکونوا صادقین فی نوایاهم مع النّبی (صلى الله علیه وآله)، لأنّ الهدف من نزول الکتاب السماوی هو الإرشاد والهدایة والتربیة، وقد یتحقق هذا الهدف أحیاناً عن طریق نزول کتاب کامل من السماء دفعة واحدة، وأحیاناً اُخرى یتحقق الهدف عن طریق نزول الکتاب السماوی على دفعات وبصورة تدریجیة.

وبناء على هذا فقد کان الأجدر بالیهود أن یطالبوا النّبی (صلى الله علیه وآله) بالدلیل ویسألوه عن تعالیم سامیة قیمة، لا أن یحددوا له طریقة لنزول الکتب السماویة ویطالبوه بأن ینزل علیهم کتاباً الطریقة التی عینوها.

ولهذا السبب فضح الله نوایاهم السیئة بعد طلبهم هذا، وأوضح للنّبی (صلى الله علیه وآله)بأنّ هذا العمل هو دیدن الیهود، وأنّهم معروفون بصلفهم وعنادهم واختلاقهم الأعذار مع نبیّهم الکبیر موسى بن عمران (علیه السلام)، فقد طلب هؤلاء من نبیّهم ما هو أکبر وأعجب إذ سألوه أن یریهم الله جهاراً وعلناً! تقول الآیة: (فقد سألوا موسى أکبر من ذلک فقالوا أرنا الله جهرة ).

وما مصدر هذا الطلب العجیب الغریب البعید عن المنطق غیر الصلف والعناد، فهم بطلبهم هذا قد تبنّوا عقیدة المشرکین الوثنیین فی تجسید الله وتحدیده، وقد أدّى عنادهم هذا إلى نزول عذاب الله علیهم، صاعقة من السماء أحاطت بهم لما إرتکبوه من ظلم کبیر، تقول الآیة: (فأخذتهم الصّاعقة بظلمهم ).

ثمّ تشیر الآیة إلى عمل قبیح آخر ارتکبه الیهود، وذلک حین لجؤوا إلى عبادة العجل بعد أن شاهدوا بأعینهم المعجزات الکثیرة والدلائل الواضحة، فتقول: (ثمّ اتّخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البیّنات ).

ومع کل هذا الصلف والعناد والشرک، یریهم الله لطفه ورحمته ویغفر لهم لعلهم یرتدعوا عن غیّهم، ویهب لنبیّهم موسى (علیه السلام) ملکاً بارزاً وسلطاناً مبیناً، ویفضح السامری صاحب العجل ویخمد فتنته وفی هذا تقول الآیة: (فعفونا عن ذلک وآتینا موسى سلطاناً مبیناً ).

لکن الیهود بسبب ما انطوت علیه سریرتهم من شرّ ـ لم یستیقظوا من غفلتهم، ولم یخرجوا من ضلالتهم، ولم یتخلوا عن صلفهم وغرورهم، فرفع الله جبل الطور لینزله على رؤوسهم، حتى أخذ منهم العهد والمیثاق وأمرهم أن یدخلوا خاضعین خاشعین ـ من باب بیت المقدس ـ دلیلا على توبتهم وندمهم، وأکّد علیهم أن یکفوا عن أی عمل فی أیّام السبت، وأن لا یسلکوا سبیل العدوان، وأن لا یأکلوا السمک الذی حرم صیده علیهم فی ذلک الیوم، وفوق کل ذلک أخذ الله منهم میثاقاً غلیظاً مؤکّداً، ولکنّهم لم یثبتوا ـ مطلقاً ـ

وفاءهم لأی من هذه المواثیق والعهود(1) یقول القرآن الکریم فی هذا المجال: (ورفعنا فوقهم الطّور بمیثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجداً وقلنا لهم لا تعدوا فی السبت وأخذنا منهم میثاقاً غلیظاً ).

فهل یصح أن تکون هذه المجموعة مع ما تمتلکه من سوابق سیئة وتاریخ أسود صادقة مع النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله) فیما طلبته منه وإن کان هؤلاء صادقین، لماذا إذن لم یلتزموا بما نزل علیهم صریحاً فی کتابهم السماوی وحول العلامات الخاصّة بخاتم النّبیین؟ ولماذا أصروا على تجاهل کل ما أتى به النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله)من براهین وأدلة واضحة بیّنة؟

وهنا تجدر الإشارة إلى أمرین، وهما:

أوّلا: لو اعترض معترض فقال: إن تلک الأعمال کانت خاصّة بالیهود السابقین، فما صلتها بالیهود فی زمن النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله)؟

فنقول: إنّ الیهود فی زمن النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله) لم یبدوا اعتراضاً واستنکاراً ـ أبداً ـ لأعمال أسلافهم السابقین، بل کانوا یظهرون الرضى عن تلک الأعمال.

أمّا الأمر الثّانی: فیخصّ مسألة نزول التوراة دفعة واحدة، حیث قلنا فی سبب نزول الآیتین الأخیرتین: «إنّ الیهود کانوا یزعمون نزول هذا الکتاب السماوی دفعة واحدة، فی حین أنّ هذا الأمر لا یعتبر من الاُمور المؤکّدة، ولعل الشیء الذی أدى إلى حصول هذا الوهم هو الوصایا العشرة» التی نزلت فی ألواح دفعة واحدة على النّبی موسى (علیه السلام)، بینما لا یوجد لدینا دلیل على نزول بقیة أحکام التوراة دفعة واحدة.


1. للإطلاع أکثر على قضیة جبل الطّور، وهل أنّ رفعه فوق رؤوس الیهود کان نتیجة زلزلة، أم هناک عامل آخر وکذلک فیما یتعلق بعجل السامری، ومساوىء الیهود، راجع ذیل الآیة 6 من سورة البقرة إلى هذا التّفسیر فی البحث الخاص بهذه المواضیع.

 

سبب النّزولسورة النساء / الآیة 155 ـ 158
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma