التّناسب بین الذّنب والعقاب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
لا تمییز بین الأنبیاءسورة النساء / الآیة 153 ـ 154

ویجدر هنا توضیح أنّ العذاب قد یکون ألیماً أحیاناً، مثل: الجلد والتعذیب الجسدی، وقد یکون مهیناً کقذف الشخص بالقاذورات، أو یکون العذاب عظیماً کأن یکون العقاب أمام أعین الناس، وقد یکون أثره عمیقاً فی نفس الإنسان یستمر معه لمدّة طویلة ویسمى هذا بالعذاب الشدید، وما إلى ذلک من أنواع العذاب.

وواضح أنّ وصف العذاب بواحد من الصفات یتناسب مع نوع الذنب، ولذلک فقد ورد فی کثیر من الآیات القرآنیة أنّ عقاب الظالمین هو العذاب الألیم، لأنّه ینتاسب وألم الظلم الذی یمارسه الظالم على المظلوم، وهکذا بالنسبة للأنواع الاُخرى من العذاب، وقد قصدنا بهذا الشرح تقریب مسألة العذاب إلى الأذهان، علماً بأنّ العذاب الأخروی شیء لا یمکن مقارنته بما هو موجود من عذاب فی حیاتنا الدنیویة هذه.

وقد تطرقت الآیة الأخیرة إلى موقف المؤمنین الذین آمنوا بالله وبجمیع أنبیائه ورسله ولم یفرقوا بین أی من الأنبیاء والرسل واخلصوا للحق، وکافحوا کل أنواع العصبیات الباطلة، وبیّنت أنّ الله سیوفّی هؤلاء المؤمنین أجرهم وثوابهم فی القریب العاجل، فتقول الآیة: (والذین آمنوا بالله ورسله ولم یفرقوا بین أحد منهم اُولئک سوف یؤتیهم اُجورهم ).

وبدیهی أنّ الإیمان بجمیع الأنبیاء والرسل لا یتنافى ومسألة تفضیل بعضهم على البعض الآخر، لأنّ مسألة التفاضل هذه ترتبط إرتباطاً وثیقاً بأهمّیة وعظم المسؤولیة التی تحمّلها کل منهم، وطبیعی أنّ المسؤولیات المناطة بالأنبیاء (علیهم السلام) تتفاوت من حیث الأهمّیة والخطورة بالنسبة لکل منهم، وقد ثبت هذا الأمر بالدلیل القطعی والمهم هنا أن لا یحصل تمایز أو تفریق فی الإیمان بالأنبیاء والإقرار بنبوّتهم.

وقد أکّدت الآیة فی الختام أنّ الله سیغفر للمؤمنین الذین إرتکبوا اخطاء بالإنجرار وراء العصبیات وممارسة التفرقة بین الأنبیاء إن أخلص هؤلاء المؤمنون فی إیمانهم وعادوا إلى الله، أی تابوا إلیه من أخطائهم السابقة، حیث تقول الآیة: (وکان الله غفوراً رحیماً ).

ویجب الإنتباه هنا إلى أنّ الآیات الأخیرة ذکرت الذین یعمدون إلى التفرقة بین الأنبیاء بأنّهم کفار حقیقیون، بینما لم تذکر الذین یؤمنون بجمیع الأنبیاء بأنّهم مؤمنون حقاً وحقیقة، بل وصفتهم بالمؤمنین فقط، وقد یکون هذا التفاوت فی الوصف هو لبیان أنّ المؤمنین حقّاً هم اُولئک الذین استقرّ الإیمان فی قلوبهم وظهرت آثاره على أعمالهم، وکما یقول الخبر المأثور بأنّ «الإیمان ما وقر فی القلب وصدقه العمل».

ویدلّ على هذا الأمر آیات وردت فی بدایة سورة الأنفال التی ذکرت المؤمنین بأوصاف عدیدة: أوّلها الإیمان بالله، ویلی ذلک إقامة الصّلاة وإیتاء الزکاة والتوکل على الله والاعتماد علیه، ثمّ یأتی التأکید بعد سرد هذه الصفات فی قول الله تعالى فی الآیة المذکورة: (اُولئک هم المؤمنون حقّاً... ).

 

لا تمییز بین الأنبیاءسورة النساء / الآیة 153 ـ 154
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma