صفات المنافقین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 141 سورة النساء / الآیة 142 ـ 143

تبیّن هذه الآیة ـ وآیات اُخرى تالیة ـ قسماً آخر من صفات المنافقین وأفکارهم المضطربة، فتؤکّد أنّ المنافقین یسعون دائماً لاستغلال أی حدث لصالحهم، فلو انتصر المسلمون حاول المنافقون أن یحشروا أنفسهم بین صفوف المؤمنین، زاعمین بأنّهم شارکوا المؤمنین فی تحقیق النصر وأدعوا بأنّهم قدموا دعماً مؤثراً للمؤمنین فی هذا المجال، مطالبین بعد ذلک بمشارکة المؤمنین فی الثمار المعنویة والمادیة للنصر حیث تقول الآیة فی حقهم: (الذین یتربصون بکم فإن کان لکم فتح من الله قالوا ألم نکن معکم ).

وهؤلاء المنافقون ینقلبون على أعقابهم حین یکون النصر الظاهری من نصیب أعداء الإسلام فیتقربون إلى هؤلاء الأعداء، ویعلنون لهم الرضى والموافقة بقولهم أنّهم هم الذین شجعوهم على قتال المسلمین وعدم الإستسلام لهم، ویدعون بأنّهم شرکاء فی النصر الذی حققه أعداء الإسلام تقول الآیة: (وإن کان للکافرین نصیب قالوا ألم نستحوذ علیکم ونمنعکم من المؤمنین ). (1)

وعلى هذا المنوال تحاول هذه الفئة المنافقة أن تستغل الفرصة لدى إنتصار المسلمین لیکون لهم نصیب من هذا النصر وسهم من الغنائم، ولإظهار المنّة على المسلمین، وفی حالة إنکسار المسلمین تظهر هذه الفئة الرضى والفرح لدى الکفار، وتدفعهم إلى الإصرار على کفرهم وتتجسس لصالحهم، وتهیىء لهم أسباب الفوز المادی، فهم تارة رفاق الطریق مع الکفّار، وتارة شرکاؤهم فی الجریمة، وهکذا یمضون حیاتهم بالتلون والنفاق واللعب على الحبال المختلفة.

ولکن القرآن الکریم یوضح بعبارة واحدة مصیر هؤلاء ونهایتهم السوداء، ویبیّن أنّهم ـ لا محالة ـ سیلاقون ذلک الیوم الذی تکشف فیه الحجب عن جرائمهم ویرفع النقاب عن وجوههم الکریهة، وعند ذلک ـ أی فی ذلک الیوم، وهو یوم القیامة ـ سیحکم الله بینهم وهو أحکم الحاکمین، فتقول الآیة فی هذا المجال: (فالله یحکم بینکم یوم القیامة ).

ولکی یطمئن القرآن المؤمنین الحقیقیین من خطر هؤلاء، تؤکّد هذه الآیة ـ فی آخرها ـ بأنّ الله لن یجعل للکافرین مجالا للانتصار أو التسلط على المسلمین، وذلک حیث تقول الآیة: (ولن یجعل الله للکافرین على المؤمنین سبیلا ).

وهنا یرد هذا السؤال، وهو: هل أنّ العبارة الأخیرة تفید عدم إنتصار الکفّار على المؤمنین من حیث المنطق، أو أنّها تشمل عدم انتصار الکفّار من الناحیة العسکریة أیضاً؟

ولما کانت کلمة «سبیل» نکرة جاءت فی سیاق النفی وتؤدّی معنى عاماً، لذلک یفهم من الآیة أنّ الکافرین بالإضافة إلى عدم إنتصارهم من حیث المنطق على المؤمنین، فهم لن ینتصروا ولن یتسلطوا على المؤمنین فی أی من النواحی العسکریة والسیاسیة والثقافیة والاقتصادیة، بل ولا فی أی مجال آخر.

وما نشاهده من إنتصار للکافرین على المسلمین فی المیادین المختلفة، إنّما هو بسبب أنّ المسلمین المغلوبین لم یکونوا لیمثلوا ـ فی الحقیقة ـ المسلمین، المؤمنین الحقیقیین، بل هم مسلمون نسوا آدابهم وتقالیدهم الإیمانیة، وتخلوا عن مسؤولیاتهم وتکالیفهم وواجباتهم الدینیة بصورة تامّة، فلا کلام عن الإتحاد والتضامن والاُخوة الإسلامیة بینهم، ولا هم یقومون بواجب الجهاد بمعناه الحقیقی، کما لم یبادروا إلى إکتساب العلم الذی أوجبه الإسلام وجعله فریضة على کل مسلم ومسلمة ودعا إلى تحصیله وطلبه من یوم الولادة حتى ساعة الوفاة، حیث قال النّبی (صلى الله علیه وآله): «اُطلب العلم من المهد إلى اللّحد».

ولما أصبحوا هکذا فقد استحقوا أن یکونوا مغلوبین للکفّار.

وقد استدل جمع من الفقهاء بهذه الآیة على أنّ الکفّار لا یمکن أن یتسلطوا على المسلمین المؤمنین من الناحیة الحقوقیة والحکمیة، ونظراً للعمومیة الملحوظة فی الآیة، لا یستبعد أن تشمل الآیة هذا الأمر أیضاً.

وممّا یلفت النظر فی هذه الآیة هو التعبیر عن إنتصار المؤمنین بکلمة «الفتح» بینما عبّرت الآیة عن إنتصار الکفّار بکلمة «النصیب» وهو إشارة إلى أنّ إنتصار الکفّار إنّما هو نصیب محدود وزائل، وأنّ الفتح والنصر النهائی هو للمؤمنین.


1. إن عبارة «إستحوذ» مشتقة من «حوذ» وهی تعنی أن یتبع السائق حاذیی البعیر أی أدبار فخذیه فیعنف فی سوقه، یقال حاذ الإبل أى ساقها سوقاً عنیفاً، وکلمة «استحواذ» تعنی السوق والتحریک مع تسلّط واستیلاء، وقد جاءت بهذا المعنى فی الآیة الشریفة.

 

سورة النساء / الآیة 141 سورة النساء / الآیة 142 ـ 143
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma