التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة النساء / الآیة 137 ـ 139

یتبیّن من سبب النّزول أنّ الکلام فی الآیة موجه إلى جمع من مؤمنی أهل الکتاب الذین قبلوا الإسلام، ولکنهم لعصبیات خاصّة أبوا أن یؤمنوا بما جاء قبل الإسلام من أنبیاء وکتب سماویة غیر الدین الذی کانوا علیه، فجاءت الآیة توصیهم بضرورة الإیمان والإقرار والإعتراف بجمیع الأنبیاء والمرسلین والکتب السماویة، لأنّ هؤلاء جمیعاً یسیرون نحو هدف واحد، وهم مبعوثون من مبدأ واحد (علماً بأنّ لکل واحد منهم مرتبة خاصّة به، فکل واحد منهم جاء لیکمل ما أتى به النّبی أو الرّسول الذی سبقه من شریعة ودین).

ولذلک فلا معنى لقبول البعض وإنکار البعض الآخر من هؤلاء الأنبیاء والرسل، فالحقیقة الواحدة لا یمکن التفریق بین أجزائها، وأنّ العصبیات لیس بإمکانها الوقوف أمام الحقائق، لذلک تقول الآیة الکریمة: (یا أیّها الذین آمنوا آمنوا باللّه ورسوله والکتاب الذی نزّل على رسوله والکتاب الذی أنزل من قبل ).

وبغضّ النظر عن سبب النّزول المذکور، فإنّنا لدى تفسیرنا لهذه الآیة نحتمل أن یکون الخطاب موجهاً فیها لعامّة المؤمنین، اُولئک الذین اعتنقوا الإسلام إلاّ أنّه لم یتغلغل بعد فی أعماق قلوبهم، ولهذا السبب یطلب منهم أن یکونوا مؤمنین من أعماقهم.

کما یوجد احتمال آخر، وهو أنّ الکلام فی هذه الآیة موجه لجمیع المؤمنین الذین آمنوا بصورة إجمالیة بالله والأنبیاء، إلاّ أنّهم ما زالوا لم یتعرفوا على جزئیات وتفاصیل العقائد الإسلامیة.

ومن هذا المنطلق یبیّن القرآن أنّ المؤمنین الحقیقیین یجب أن یعتقدوا بجمیع الأنبیاء والکتب السماویة السابقة وملائکة الله، لأنّ عدم الإیمان بالمذکورین یعطی مفهوم إنکار حکمة الله، فهل یمکن أن یترک الله الحکیم الملل السابقة بدون قائد أو زعیم یرشدهم فی حیاتهم؟!

وهل أنّ الملائکة المعنیین بالآیة هم ملائکة الوحی ـ فقط ـ الذین یعد الإیمان بهم جزءاً لا یتجزأ من الإیمان الضروری بالأنبیاء والکتب السماویة، أو أنّهم جمیع الملائکة؟ فکما أنّ بعض الملائکة مکلّفون بأمر الوحی والتشریع، یلتزم جمع آخر منهم بتدبیر وإرادة عالم الکون والخلیقة; وأنّ الإیمان بهم فی الحقیقة جزء من الإیمان بالله سبحانه وتعالى وقد بیّنت الآیة ـ فی آخرها ـ مصیر الذین یجهلون هذه الحقائق، حیث قالت: (ومن یکفر بالله وملائکته وکتبه ورسله والیوم الآخر فقد ضل ضلالا بعیداً ).

وفی هذه الآیة اعتبر الإیمان واجباً وضروریاً بخمسة مبادىء، فبالإضافة إلى ضرورة الإیمان بالمبدأ والمعاد، فإنّ الإیمان لازم وضروری بالنسبة إلى الکتب السماویة والأنبیاء والملائکة.

إنّ عبارة «ضلال بعید» عبارة دقیقة، وتعنی أنّ الذین لا یؤمنون بالمبادىء الخمسة المارة الذکر، قد انجرفوا خارج الصراط أو الطریق المبدئی، وأنّ عودتهم إلى هذا الطریق لا تتحقق بسهولة.

 

سبب النّزولسورة النساء / الآیة 137 ـ 139
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma