العدالة شرط فی تعدد الزّوجات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 129 ـ 130 جواب على سؤال ضروری

نستنتج من الجملة التی وردت فی نهایة الآیة السابقة ـ التی تمّ البحث عنها والتی دعت الرجال إلى فعل الخیر والتزام التقوى ـ إنّها تعتبر نوعاً من التهدید للأزواج من الرجال، بأن یراقبوا حالهم ولا ینحرفوا قید شعرة عن جادة الحق والعدالة لدى التعامل مع زوجاتهم.

وقد یرد إعتراض وهو: إنّ تحقیق العدالة فی مجال الحبّ والعلاقات القلبیة أمر بعید المنال، فکیف یمکن إذن والحالة هذه اتباع العدل مع الزوجات؟

ورداً على الإعتراض المذکور توضح الآیة 129 من سورة النساء، بأنّ تحقیق العدالة فی مجال الحبّ بین الزوجات أمر غیر ممکن، مهما بذل الإنسان من سعی فی هذا المجال فتقول الآیة: (ولن تستطیعوا أن تعدلوا بین النساء ولو حرصتم ) ویتبیّن من عبارة (ولو حرصتم ) هذه وجود أشخاص بین المسلمین کانوا یسعون کثیراً لتحقیق تلک العدالة المطلوبة، ولعل سعیهم ذلک کان من أجل الحکم المطلق الذی طالب المسلمین باتّباع العدل مع زوجاتهم والذی ورد فی الآیة 3 من سورة النساء، التی تقول: (... وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ).

بدیهی أنّ أی حکم سماوی لا یمکن أن ینزل على خلاف فطرة البشر، کما لا یمکن أن یکون تکلیفاً بما لا یطاق، ولمّا کانت العلاقات القلبیة تنتج عن عوامل یکون بعضها خارجاً عن إرادة الإنسان، لم یحکم الله بتحقیق العدالة فی مجال الحبّ القلبی بین الزوجات،

أمّا فیما یخص الأعمال وأسلوب التعامل ورعایة الحقوق بین الأزواج ممّا یمکن للإنسان تحقیقه، فقد تمّ التأکید على تحقیق العدالة فیه.

ولکی لا یسیء الرجال استغلال هذا الحکم، طالبت الآیة الرجال بأن لا یظهروا المیل الکامل لإحدى الزوجات إذا تعسر علیهم تحقیق المساواة فی حبّهم لهنّ جمیعاً، کی لا یضیع حق الاُخریات ولا یحرن فی أمرهنّ ماذا یفعلن! حیث تقول الآیة: (فلا تمیلوا کل المیل فتذروها کالمعلقة ).

وتحذر الآیة فی آخرها اُولئک الذین یجحفون فی حقّ زوجاتهم، وتطالبهم بأن یتبعوا طریق الإصلاح والتقوى، ویعرضوا عمّا فات فی الماضی، کی یشملهم الله برحمته وعفوه، فتقول الآیة: (وأن تصلحوا وتتقوا فإن الله کان غفوراً رحیماً... ).

لقد وردت روایات اشتملت على مواضیع تخص مسألة تحقیق العدالة بین الزّوجات، وتبیّن عظمة هذا الحکم والقانون الإسلامی.

من هذا الروایات ما روی عن علی بن أبی طالب أمیرالمؤمنین (علیه السلام) أنّه کان له امرأتان، فکان إذا کان یوم واحدة لا یتوضأ فی بیت الاُخرى» (1).

وروی عن جعفر بن محمّد عن أبیه عن أبائه (علیهم السلام) «أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) کان یقسم بین نسائه فی مرضه، فیطاف به بینهن». (2)

وکان معاذ بن جبل له إمرأتان ماتتا فی الطاعون أقرع بینهما أیّهما تدفن قبل الاُخرى؟ (3)أی أیّهما یقدم أوّلا فی الدفن لکی یتجنب ما من شأنه أن یخدش العدل المفروض اتباعه بین الزوجات.


1. تفسیر التبیان، ج 3، ص 350; وسائل الشیعة، ج 21، ص 343.
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق.

 

سورة النساء / الآیة 129 ـ 130 جواب على سؤال ضروری
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma