حجیة الإجماع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیرسورة النساء / الآیة 116

یعتبر الإجماع أحد الأدلة الفقهیة الأربعة، وهو بمعنى اتفاق علماء ومفکری الإسلام حول مسألة فقهیة، وذکروا فی علم أصول الفقه أدلة مختلفة لإثبات حجیة الإجماع، ومن ضمنها الآیة الأخیرة التی مرّ البحث فی تفسیرها، إذ یعتبرها البعض دلیلا على حجیة الإجماع لأنّها تقول أنّ من یختار طریقاً غیر طریق المؤمنین سیکون له مصیر مشؤوم أسود فی الدنیا والآخرة.

وبناء على هذه الآیة، فإنّ أی طریق یختاره المؤمنون ـ فی أی مسألة کانت ـ یجب على الجمیع السیر فی هذا الطریق.

 

والحقیقة أنّ هذه الآیة لا صلة لها بمسألة حجیة الإجماع، لا من قریب ولا من بعید (وطبیعی إنّنا نقبل حجّیة الإجماع الذی یکشف لنا عن قول المعصوم، ولکننا نعتبر حجیة السنة وقول المعصوم دلیلا لحجیة هذا الإجماع، ولیس الآیة المذکورة).

والسبب فی عدم قبولنا دلالة هذه الآیة على حجیة الإجماع، هو أنّها تعین أوّلا: عقوبات للأشخاص الذین یخالفون النّبی صراحة وعن علم وإدراک، ویختارون طریقاً غیر طریق المؤمنین، فهذان العنصران یشکّلان باتحادهما العلّة لذلک المصیر المشؤوم، مع التأکید بأن هذا المصیر إنّما یتحقق لدى اختیار الشخص للعنصرین المذکورین عن علم ودرایة. ولیس لهذا الموضوع أیة صلة بمسألة حجیة الإجماع، ولا یدل بوحده على هذه الحجیة.

والأمر الثّانی: هو أنّ المقصود بعبارة (سبیل المؤمنین ) الواردة فی الآیة، هو طریق التوحید والخضوع لله وحده، وهو مبدأ الإسلام، ولیس معناه الفتاوى الفقهیة أو الأحکام الفرعیة، وهذه الحقیقة یثبتها ظاهر الآیة بالإضافة إلى ما قیل فی سبب نزولها.

والحقیقة هی أنّ السیر فی طریق غیر طریق المؤمنین لا یتجاوز عن کونه مخالفة للنّبی، وکلا العنصرین یعودان إلى موضوع واحد.

وینقل أنّه حین کان أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) فی الکوفة، جاءه جمع من الناس وطلبوا منه أن یعین لهم إماماً لصلاة الجماعة (لکی یصلوا خلفه صلاة التراویح جماعة، حیث کان عمر بن الخطاب فی زمانه قد أمر بأن تصلّى هذه الصّلاة جماعة) فما کان من الإمام إلاّ أن امتنع عن الاستجابة لهم، ونهى عن إقامة جماعة کتلک (لأن الجماعة لم تشرع فی النوافل) لکن هذه الجماعة التی سمعت الحکم الصریح الحازم من الإمام علی (علیه السلام) أصرّت على عنادها، وأخذت بالصراخ والعویل، داعیة الناس إلى الاحتجاج على حکم الإمام.

فجاءت جماعة اُخرى إلى الإمام علی (علیه السلام) وأخبرته بما أخذ یفعله اُولئک القوم وبعصیانهم لأمره، فطلب أن یترکوا وشأنهم لیختاروا من شاؤوا لیصلّی بهم تلک الجماعة غیر الشرعیة (1) ثمّ تلى الإمام هذه الآیة الأخیرة، وفی هذا الخبر دلیل آخر على التّفسیر الذی تحدثنا عنه بالنسبة لهذه الآیة.


1. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 551; وسائل الشیعة، ج 8، ص 47.

 

التّفسیرسورة النساء / الآیة 116
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma