صلاة المسافر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 101 سورة النساء / الآیة 102

بعد الآیات التی تحدثت سابقاً عن الجهاد والهجرة، تتطرق الآیة: (واذا ضربتم فی الارض فلیس علیکم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان یفتنکم الذین کفروا إن الکافرین کانوا لکم عدواً مبینا ) التی هی موضوع بحثنا الآن، إلى صلاة المسافر، فتبیّن أن لا مانع للمسلم من أن یقصر صلاته لدى السّفر إذا خاف من خطر الکافرین الذین هم الأعداء البارزون للمسلمین، وقد عبّرت هذه الآیة عن السّفر بالضرب فی الأرض، لأنّ المسافر یضرب الأرض برجلیه لدى السّفر (1).

ویرد هنا سؤال: وهو أنّ الآیة هذه قد جعلت الخوف من العدو شرطاً لقصر الصّلاة، بینما نقرأ فی البحوث الفقهیة أنّ حکم صلاة القصر یعتبر حکماً عاماً یشمل جمیع أنواع السّفر، سواء کان فیه الخوف من الأعداء أو کان سفراً آمناً لا خوف فیه، وقد وردت روایات عدیدة عن طرق الشیعة والسنّة فی مجال صلاة القصر تؤید کلّها شمولیة حکم صلاة القصر لکل أنواع السّفر المباح (2).

وفی جواب هذا السؤال یجب القول: بأنّ تقیید حکم القصر فی الصلاة بالخوف قد یکون سببه واحداً من الموارد التالیة:

 

أ) إنّ القید جاء بسبب وضع المسلمین فی بدایة العصر الإسلامی، ویصطلح على هذا القید بـ «القید الغالب» أی إنّ أغلب أسفار المسلمین فی ذلک الزمن کانت مشوبة بالخوف، وجاء فی علم الاُصول أنّ القیود الغالبة لا مفهوم لها مستدلا بآیة (وربائبکم اللاّتی فی حجورکم ) (3) أی بنات نسائکم اللواتی تربونهنّ وهنّ من أزواج سابقین وهنّ حرام علیکم.

و نواجه فی هذه الآیة نفس مسألة «القید الغالب» لأنّ بنات الزوجة یعتبرن محارم للزوج ـ سواء تربین فی حجره أم لم یتربین لدیه ـ ولکن بما أنّ أغلب النساء المطلقات اللواتی یتزوجن مرّة اُخرى هنّ نساء شابات لدیهنّ أطفال صغار تتمّ تربیتهم فی حجر الزوج الجدید، لذلک جاءت الآیة بقید «حجورکم».

ب) ویعتقد بعض المفسّرین أنّ صلاة القصر شرعت فی البدایة لزمن الخوف ـ کما جاء فی الآیة موضوع البحث ـ وإنّ هذا الحکم قد توسع فیما بعد فشمل جمیع الحالات.

ج) ویحتمل أیضاً أن یکون فی هذا القید جانب توکیدی، أی أنّ صلاة القصر لازمة للمسافر أینما کان، ولکن فی حالة الخوف من العدو تکون هذه الصّلاة مؤکدة أکثر.

وعلى أی حال، فلیس هناک من شک أنّ صلاة القصر للمسافر ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار الرّوایات المفسّرة لهذه الآیة ـ لا تقتصر على حالة الخوف، ولهذا السبب فإنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) کان فی أسفاره حتى فی موسم الحج (فی أرض منى) یقصر صلاته.

سؤال: وهنا یرد سؤال آخر، وهو أنّ الآیة قد أتت بعبارة (ولا جناح علیکم ) ولیس فی هذه العبارة دلالة الحتمیة فی الحکم، أی لا تحتم على المسافر أن یقصر صلاته، فکیف یمکن القول أنّ صلاة القصر واجب عینی للمسافر ولیس واجباً تخییریاً؟

الجواب: لقد وجّه هذان السؤالان إلى أئمّة الإسلام، فأشاروا لدى الإجابة علیهما إلى نقطتین مهمتین:

النّقطة الاُولى: هی أنّ عبارة «لا جناح»، أی لا ذنب علیکم، قد استخدمت فی بعض الموارد فی القرآن الکریم للدلالة على الوجوب، فمثلا فی آیة: (إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البیت أو اعتمر فلا جناح علیه أن یطوّف بهما ) (4) فی حین أنّ جمیع المسلمین یعرفون أنّ السعی بین الصفا والمروة واجب سواء فی الحج أو العمرة.

 

وکان النّبی (صلى الله علیه وآله) والأئمّة (علیهم السلام) والمسلمون یؤدّون السعی بعنوان الواجب ... وقد نقل عن الإمام الباقر (علیه السلام) حدیث بهذا المضمون (5).

وبعبارة اُخرى فإنّ عبارة «لا جناح» ـ فی الآیة موضوع البحث وکذلک فی آیة الحج ـ جاءت لنفی التحریم، والسبب هو أنّ بعض المسلمین فی بدء الإسلام، ولوجود أصنام على جبلی الصفا والمروة، کانوا یظنون أنّ السعی بینهما من عادات وتقالید الوثنیین، فی حین أنّه لم یکن کذلک، فجاءت عبارة ـ «لا جناح» فی الآیة المذکورة لرفع الوهم الحاصل.

وکذلک فی حالة المسافر، من الممکن أن یتوهّم البعض أنّ قصر الصّلاة فی السّفر قد یعتبر نوعاً من المعصیة، فجاء القرآن الکریم فی الآیة بعبارة «لا جناح» لرفع هذا الوهم أیضاً.

والنّقطة الثّانیة: هی أنّ بعض الرّوایات قد أشارت إلى أنّ قصر الصّلاة فی السّفر نوع من التسهیل الإلهی، وتقتضی الأدب أن لا یرد هذا التسهیل ولا یتجاهل.

وفی روایات أهل السنّة نقل عن النّبی (صلى الله علیه وآله) أنّه قال فی موضوع قصر الصّلاة: «صدقة تصدق الله بها علیکم فاقبلوا صدقته» (6).

کما ورد مثل هذا الحدیث فی مصادر الشّیعة حیث ینقل الإمام الصّادق (علیه السلام) عن النّبی (صلى الله علیه وآله)قوله بأن: الإفطار فی السّفر وقصر الصّلاة فیه هدیتان الهیتان فمن انصرف عنهما أصبح رادّاً لهدیة الله (7).

أمّا النّقطة الثّالثة: التی یجب الإنتباه لها فهی أنّ بعض المسلمین قد تصوروا أنّ الآیة 101 من سورة النساء تبیّن حکم صلاة الخائف (أثناء الحروب وأمثال ذلک) ویستدلون لذلک بعبارة (إن خفتم ) الواردة فی الآیة، ولکن جملة (وإذا ضربتم فی الأرض ) فیها مفهوم عام یشمل کل أنواع السّفر سواء کان من الأسفار الاعتیادیة أو کان سفراً من أجل الجهاد، والذی تناولته الآیة التالیة بصورة مستقلة.

إذن فعبارة (إن خفتم ) ـ وکما أسلفنا ـ تعتبر نوعاً من القیود أو الشروط الغالبة، حیث إنّ أغلب أسفار المسلمین فی ذلک الزمان کانت مشوبة بالخوف والخطر ـ لذلک فلا دلالة على اقتصار الآیة على الصّلاة فی حالة الخوف، بالإضافة إلى ذلک، فإنّ الخوف من هجوم العدو موجود أثناء الحروب ولیس فی محلّه أن یقال لمن فی ساحة الحرب (إن خفتم ) من هجوم العدو، وهذا دلیل آخر على أنّ الآیة تشیر إلى جمیع أنواع السّفر التی یحتمل أن یوجد فیها بعض الأخطار على المسافر.

کما یجب التنبیه إلى أنّ شروط صلاة المسافر لم ترد فی القرآن، کما لم ترد شروط وأوصاف بقیة الأحکام الإسلامیة فیه أیضاً، بل أشارت إلى ذلک السنّة الشریفة.

ومن هذه الشروط أنّ صلاة القصر لا تجب فی الأسفار التی لا تبلغ المسافة فیها ثمانیة فراسخ، لأنّ المسافر فی تلک الأیّام کان یقطع فی الیوم الواحد مسافة الثمانیة فراسخ بصورة اعتیادیة.

والشرط الآخر هو أنّ المسافر الذی یتّخذ من السّفر حرفة لنفسه أو جزءاً من برنامج حیاته الیومیة مستثنى من القصر فی الصّلاة، لأنّ السّفر بالنسبة إلى أمثال هؤلاء أمر اعتیادی، ولیس أمراً استثنائیاً.

کما أنّ من یسافر من أجل ارتکاب معصیة، لا یکون مشمولا لحکم صلاة المسافر، أی لا یجوز له القصر فی الصّلاة، والسبب هو أن حکم القصر یعتبر نوعاً من التسهیل الإلهی، ولا یمکن أن یشمل هذا التسهیل من یسیر فی طریق معصیة الله.

کما أنّ أی مسافر لم یصل إلى حدّ الترخیص (أی إلى النقطة التی لا یمکن سماع صوت أذان المدینة فیها، أو لا یمکن مشاهدة أسوار المدینة عندها) لا یمکنه أن یقصر صلاته، لأنّه فی هذه الحالة لا یعد خارجاً عن حدود المدینة ولا یعتبر فی عداد المسافرین.

وبالإضافة إلى ما ذکر هناک أحکام اُخرى ذکرتها کتب الفقه بالتفصیل، وقد ذکرت الأحادیث التی وردت فی هذا الأمر کتب الحدیث.


1. مفردات الراغب، مادة (ضرب).
2. للإطلاع أکثر راجع ج 5 وسائل الشیعة، ج 8، ص 433 و517 وکتاب سنن البیهقی، ج 3، ص 134 وغیرهما من الکتب.
3. النساء، 23.
4. البقرة، 158. 5. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 542.
6. جاء هذا الحدیث فی سنن البیهقی، ج 3، ص 134 نقلا عن صحیح مسلم، کما ورد فی کتب التفاسیر والفقه أیضاً.
7. وسائل الشیعة ج 8، ص 520.

 

سورة النساء / الآیة 101 سورة النساء / الآیة 102
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma