إنّ الإتیان بکلمة (توفى ) فی الآیة الشریفة المارة الذکر بدلا من ذکر کلمة «الموت» إنّما هو فی الحقیقة إشارة إلى أنّ الموت لیس هو الفناء التام، بل هو حالة تتلقى فیها الملائکة روح الإنسان، أی أنّ الملائکة یقبضون من الإنسان روحه التی هی جوهر وجوده، فتؤخذ هذه الروح إلى العالم الآخر، وإنّ الإتیان بمثل هذه العبارة بصورة متکررة فی القرآن الکریم، یعتبر من أوضح الأدلة القرآنیة على قضیة وجود الروح وبقائها بعد الموت، حیث سنتطرق إلى ذلک لدى تفسیر الآیة الخاصّة بالروح.
وإن هذا هو جواب أولئک الذین یزعمون أنّ القرآن لم یشر مطلقاً إلى قضیة الروح (1).