التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 95 ـ 96 1ـ نکات مهمة حول المجاهدین

تناولت الآیات السابقة الحدیث عن الجهاد، والآیتان الأخیرتان تبیّنان التمایز بین المجاهدین وغیرهم من القاعدین، فتؤکد عدم التساوی بین من یبذل المال والنفس رخیصین فی سبیل الهدف الإلهی السامی، وبین من یقعده عن هذا البذل سبب آخر غیر المرض الذی یحول دونه ودون المشارکة فی الجهاد، (لا یستوى القاعدون من المؤمنین غیر اُولی الضرر والمجاهدون فی سبیل الله بأموالهم وأنفسهم ).

وواضح من هذه الآیة أنّ المقصود بالقاعدین فیها هم اُولئک المؤمنون بالإسلام الذین لم یشارکوا فی الجهاد فی سبیله بسبب افتقارهم إلى العزم الکافی لذلک، وتبیّن هنا ـ أیضاً ـ أنّ الجهاد المقصود لم یکن واجباً عینیاً، فلو کان واجباً عینیاً لما تحدث القرآن عن هؤلاء التارکین للجهاد بمثل هذه اللهجة المرنة ولم یکن لیعدهم بالثواب.

وعلى هذا الأساس فإنّ فضل المجاهدین على القاعدین لا یمکن إنکاره حتى لو کان الجهاد لیس واجباً عینیاً، ولا تشمل الآیة بأی حال من الأحوال اُولئک الذین أحجموا عن المشارکة فی الجهاد نفاقاً، وعدواناً ویجب  الإنتباه ـ أیضاً ـ إلى أنّ عبارة (غیر اُولی الضرر )لها مفهوم واسع یشمل کل اُولئک الذین یعانون من نقص العضو أو المرض أو الضعف الشدید، ممّا یحرمهم من المشارکة فی الجهاد، فهؤلاء مستثنون من ذلک.

وتکرر الآیة من جدید مسألة التفاضل بشکل أوضح وأکثر صراحة، وتؤکّد فی نهایة

المقارنة، أنّ الله وهب المجاهدین أجراً عظیماً، (فضل الله المجاهدین بأموالهم وأنفسهم على القاعدین درجة ) (1).

ولکن ـ کما أسلفنا ـ لما کان فی الجانب المقابل لهؤلاء المجاهدین یقف اُولئک الذین لم یکن الجهاد بالنسبة لهم واجباً عینیاً أو لم یشارکوا فی الجهاد بسبب مرض أو عجز أو علة اُخرى أعجزتهم عن هذه المشارکة، فذلک ولأجل أن لا یغفل ما لهؤلاء من نیّة صالحة وإیمان وأعمال صالحة اُخرى فقد وعدوا خیراً حیث تقول الآیة الکریمة: (وکلا وعد الله الحسنى )إلاّ أنّه من البدیهی أنّ هناک فرقاً شاسعاً بین الخیر الذی وعد به المجاهدون، وبین ذلک الذی یصیب القاعدین من العاجزین عن المشارکة فی الجهاد.

وتبیّن الآیة القرآنیة فی هذا المجال: أنّ لکل عمل صالح نصیب محفوظ من الثواب لا یغفل ولا ینسى، خاصّة وهی تتحدث عن قاعدین أحبّوا المشارکة فی الجهاد وکانوا یرونه سامیاً مقدساً، وبما أن عدم کون هذا الجهاد واجباً عینیاً قد حال دون تحقق هذا الهدف السامی المقدس فإن اُولئک الذین قعدوا عن المشارکة فیه سینالون من الثواب على قدر رغبتهم فی المشارکة، أمّا اُولئک الذین عجزوا عن المشارکة بسبب عاهة أو مرض إلاّ أنّهم کانوا یرغبون فی الإشتراک فی الجهاد برغبة جامحة، بل کانوا یعشقون الجهاد، لذلک فإنّ لهم ـ أیضاً ـ سهم ونصیب لا ینکر من ثواب المجاهدین، کما جاء فی حدیث مروی عن الرّسول (صلى الله علیه وآله)یخاطب فیه جند الإسلام فیقول: «لقد خلفتم فی المدینة أقواماً ما سرتم مسیراً ولا قطعتم وادیاً إلاّ کانوا معکم، وهم الذین صحت نیاتهم ونصحت جیوبهم وهوت أفئدتهم للجهاد وقد منعهم عن المسیر ضرر أو غیره». (2)

وبما أنّ أهمّیة الجهاد فی الإسلام بالغة جداً، لذلک تتطرق الآیة مرّة اُخرى للمجاهدین وتؤکّد بأن لهم أجراً عظیماً یفوق کثیراً أجر القاعدین عن الجهاد عن عجز، (وفضل الله المجاهدین على القاعدین أجراً عظیماً ).

وتشرح الآیة التالیة ـ وهی الآیة 96 من سورة النساء ـ نوع هذا الأجر العظیم فقول أنّه: (درجات منه ومغفرة ورحمة ).

فلو أنّ أفراداً من بین المجاهدین تورطوا فی زلة أثناء أدائهم لواجبهم فندموا على تلک الزّلة، فقد وعدهم الله بالمغفرة والعفو، حیث یقول فی نهایة الآیة: (وکان الله غفوراً رحیماً ).


1. لقد وردت عبارة «درجة» فی الآیة على صیغة النکرة، وتؤکّد کتب الأدب بأنّ النکرة فی مثل هذه الحالات تأتی لبیان العظمة والأهمیّة ـ أی أنّ درجة المجاهدین من السمو والرفعة بحیث لا یمکن للبشر معرفتها بصورة کاملة ـ وهذا شبیه بالعبارة التی تطلق لبیان القیمة العظیمة لشیء یجهل قیمته البشر.
2. تفسیر الصافی، ج 1، ص 487.

 

سورة النساء / الآیة 95 ـ 96 1ـ نکات مهمة حول المجاهدین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma