الجهاد الإسلامی نفی من البعد المادی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیرسورة النساء / الآیة 95 ـ 96

توضح الآیة السالفة هذه الحقیقة بصورة جلیة، وهی أنّ أی مسلم یجب أن لا یتقدم إلى ساحة الجهاد بأهداف مادیة، ولذلک علیه أن یقبل ـ منذ الوهلة  الاُولى ـ من العدو إظهاره للإیمان ویلبی نداءه للصلح والسلام، حتى لو حرم المسلم بقبوله إیمان العدو الکثیر من الغنائم المادیة، والسبب فی ذلک أن هدف الجهاد فی الإسلام لیس التوسع ولا الإستیلاء على الغنائم المادیة، بل الهدف من الجهاد الإسلامی هو تحریر البشر من قیود العبودیة لغیر الله، سواء کان هذا الغیر هم الطغاة الجبابرة، أو کانت العبودیة للمال وللثروة والجاه، ویجب على کل مسلم أن یسعى إلى هذه الحقیقة کلما برقت له بارقة أمل صوبها.

وتذکّر الآیة الکریمة المسلمین بعهدهم فی الجاهلیة، حیث کانوا یحملون الأفکار المادیة الدنیئة قبل إسلامهم، فکانوا یتسببون فی إراقة سیول من الدماء لأسباب مادیة محضة، وقد نجوا الیوم بفضل إسلامهم وإیمانهم من تلک الحروب وتغیر اُسلوب حیاتهم.

کما تشیر الآیة إلى حقیقة اُخرى، وهی أنّ المسلمین ساعة إظهارهم الإسلام لم یکن أحد لیعرف حقیقة هذا الإظهار أو حقیقة ما ینویه المظهر للإسلام، وتؤکد لهم ضرورة أن یطبقوا ما کانوا هم علیه عند إسلامهم على من یظهر الإسلام أمامهم من الأعداء.

سؤال: قد یطرأ على الذهن سؤال، وهو لو أنّ الإسلام قبل دعوى کل من یتظاهر بالإسلام منذ الوهلة الاُولى دون التحقیق من حقیقة هذه الدعوى، لأصبح ذلک سبباً فی إیجاد أرضیة النفاق وظهور المنافقین فی المحیط الإسلامی، وبهذا الاُسلوب یمکن للکثیر من الأعداء إساءة استغلال هذه الظاهرة والتستر فی ظل الإسلام، ومن خلال ذلک القیام بأعمال عدائیة ضد الإسلام؟

الجواب: من الممکن القول أن لیس هناک قانون فی العالم لا یمکن إساءة استغلاله أبداً، بل المهم فی القانون هو أن یحوی فی أغلب جوانبه النفع للعموم، لو  رفضنا ـ منذ الوهلة الاُولى ـ إسلام من یظهر الإسلام من الأعداء وغیرهم لمجرّد عدم معرفتنا بسریرة هذا الذی یظهر الإسلام، لأدى رفضنا فی کثیر من الحالات إلى مفاسد لا تحمد عقباها، بل ستکون أکثر ضرراً على الإسلام، إذ إنّها تعنی سحق المبادىء والعواطف الإنسانیة، ویکون ـ هذا الرفض ـ عند ذلک وسیلة بید کل من یضمر العداء لصاحبه لیتهمه بأنّ إظهاره للإسلام لم یکن إظهاراً حقیقیاً مخلصاً أو مطابقاً لما فی سریرته، وبهذه الصورة من الممکن أن تراق دماء کثیرة لأناس أبریاء.

وفوق کل ذلک فإنّ الکثیرین لدى بدء کل دعوة تکون توجهاتهم لهذه الدّعوة بسیطة وشکلیة وظاهریة، ولکنهم بمرور الزمان وإتصالهم الدائم بتلک الدّعوة ـ تتجذّر فی نفوسهم مبادىء الدعوة وتتأصل وتتعزّز، لذلک لا یمکن رفض مثل هؤلاء الضعیفی الصلة بالدّعوة.

التّفسیرسورة النساء / الآیة 95 ـ 96
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma