التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 89 سورة النساء / الآیة 90

لقد تحدثت الآیة السابقة عن المنافقین الذین کانوا یحظون بحمایة نفر من المسلمین البسطاء وشفاعتهم، وأوضحت أنّ هؤلاء المنافقین غرباء عن الإسلام، وهذه الآیة تبیّن أنّ المنافقین لفرط انحرافهم وضلالتهم یعجبهم أن یجرّوا المسلمین إلى الکفر کی لا یظلّوا وحدهم کافرین: (ودّوا لو تکفرون کما کفروا فتکونون سواء ).

ولهذا السبب فإنّ المنافقین أسوأ من الکفار، لأنّ الکافر لا یحاول سلب معتقدات الآخرین، والمنافقون یفعلون هذا الشیء ویسعون دائماً لإفساد المعتقدات، وهم بطبعهم هذا لا یلیقون بصحبة المسلمین أبداً، تقول الآیة الکریمة: (فلا تتخذوا منهم أولیاء ) إلاّ إذا غیروا ما فی أنفسهم من شرّ، وتخلوا عن کفرهم ونفاقهم وأعمالهم التخریبیة.

ولکی یثبتوا حصول هذا التغییر، ویثبتوا صدقهم فیه، علیهم أن یبادروا إلى الهجرة من مرکز الکفر والنفاق إلى دار الإسلام (أی یهاجروا من مکّة إلى المدینة) فتقول الآیة: (حتى یهاجروا فی سبیل الله ) أمّا إذا رفضوا الهجرة فلیعلم المسلمون بأنّ هؤلاء لا یرضون لأنفسهم الخروج من حالة الکفر والنفاق، وإن تظاهرهم بالإسلام لیس إلاّ من أجل تمریر مصالحهم وأهدافهم الدنیئة ومن أجل أن یسهل علیهم التآمر والتجسس على المسلمین.

وفی هذه الحالة یستطیع المسلمون أن یأسروهم حیثما وجدوهم، وأن یقتلوهم إذا استلزم الأمر، تقول الآیة الکریمة: (فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حیث وجدتموهم ).

وتکرر هذه الآیة التأکید على المسلمین أن یتجنّبوا مصاحبة هؤلاء المنافقین وأمثالهم فتقول: (ولا تتخذوا منهم ولیاً ولا نصیرا ).

والقرآن فی هذا الحکم یؤکّد حقیقة مصیریة للمجتمع، هی أنّ حیاة أی مجتمع تمرّ بمرحلة إصلاحیة لا یمکن أن تستمر بصورة سلیمة مالم یتخلص من جراثیم الفساد المتمثلة بهؤلاء المنافقین أو الأعداء الذین یتظاهرون بالإخلاص، وهم فی الحقیقة عناصر مخربة هدامة تعمل فی التآمر والتجسس على المجتمع ومصالحه العامّة.

والطریف هنا أنّ الإسلام ـ مع إهتمامه برعایة أهل الکتاب من الیهود والنصارى وغیرهم ومنعه الظلم والعدوان عنهم ـ نراه یشدد کثیراً فی التحذیر من خطر المنافقین، ویرى ضرورة التعامل معهم بعنف وقسوة، ورغم تظاهرهم بالإسلام یصرح القرآن بأسرهم، بل حتى بقتلهم إن استلزم الأمر.

وما هذا التشدید إلاّ لأنّ هؤلاء یستطیعون ضرب الإسلام تحت ستار الإسلام، وهذا ما یعجز عن أدائه أی عدو آخر.

سؤال: قدیرى البعض أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) کان یتحاشى قتل المنافقین کی لا یتهمه الأعداء بأنّه یقتل أصابه، أو أنّه لم یقتلهم حتى لا یستغل الآخرون هذا الأمر فیقتلون کل من یعادونه بدعوى أنّه منافق، فکیف یتلاءم هذا الموقف مع الآیة الشریفة.

الجواب: الحقیقة أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) اتّبع هذا الاُسلوب مع منافقی المدینة الذین لم یظهروا العداء الصریح له أو للإسلام، بینما اتّبع مع منافقی مکّة الذین جهروا بعدائهم للمسلمین وساعدوا الکفّار علیهم اُسلوباً غیر هذا.

 

سورة النساء / الآیة 89 سورة النساء / الآیة 90
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma