معنى کلمتی «عسى» و«لعل» فی کلام الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
کل انسان مسؤول عمّا کلّف بهسورة النساء / الآیة 85

فی کلمة «عسى» طمع وترج، وفی کلمة «لعل» طمع وإشفاق، هنا یتبادر إلى الذهن سؤال هو: لو کان التمنی والترجی جائزین بالنسبة للإنسان لعدم علمه بالغیب ولمحدودیة قدرته وعجزه عن فعل وإنجاز کل ما یرید، فکیف یجوز استخدامهما من قبل الله العالم بالغیب والشهادة والقادر على کل شیء؟! والطمع والترجی یکونان فی جاهل عاجز والله منزّه عن ذلک؟

ذهب کثیر من العلماء إلى تأویل معنى کلمتی «عسى» و«لعل» الواردتین فی کلام الله فقالوا: بأنّهما إذا وردتا فی کلامه سبحانه عزّ وجل فإنّهما تفقدان معانیهما الحقیقیة الأصلیة وتکتسبان معانی جدیدة، وقالوا: إنّ کلمة «عسى» إذا أتت فی کلام الله جاءت بمعنى «الوعد» وإنّ کلمة «لعل» تأتی فی کلامه ـ عزّ من قائل ـ بمعنى «الطلب».

 

والحق أنّ هاتین الکلمتین لا یتغیر معناهما إذا وردتا فی کلام الله، ولا یستلزمان الجهل أو العجز، لکن استخدامهما یأتی فی مواضع یکون الوصول فیها إلى الهدف بحاجة إلى مقدمات عدیدة، فإن لم تتوفر إحدى هذه المقدمات أو بعضها لم یمکن القطع بتحقق ذلک الهدف، بل تأتی مسألة تحقق الهدف على شکل إحتمال، ویکون الحکم فی هذا المجال احتمالیاً.

على سبیل المثال یقول القرآن الکریم: (وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلکم ترحمون ) (1) ولا یعنی هنا أنّ رحمة الله تشمل کل من یستمع أو ینصت إلى القرآن أثناء قراءته، بل إنّ الإستماع والإنصات یکونان مقدمة من مقدمات نیل رحمة الله، وهناک مقدمات اُخرى مثل فهم القرآن وتدبر آیاته والعمل بأحکامه.

ویتّضح من هذا أنّ تحقیق مقدمة واحدة لا یکفی لحصول النتیجة المطلوبة ولا یمکن الجزم أو القطع بحتمیة تحقق النتیجة، بل کل ما یمکن الحکم به هو احتمال حدوثها، والحقیقة إنّ مثل هذه الکلمات حین تأتی فی کلام الله، یکون الهدف منها تنبیه السامع إلى وجود مقدمات وشروط اُخرى یجب تحقیقها للوصول إلى الهدف بالإضافة إلى الشرط أو المقدمة المذکورة المصرح بها فی الکلام.

وقد تبیّن لنا أنّ نیل رحمة الله لا یتحقق فقط بالإستماع والإنصات إلى القرآن فقط، بل یجب لنیل هذه الرحمة توفیر المقدمات الاُخرى لذلک.

من هنا فإنّ هذه الآیة التی نبحث فیها تقول إنّ قدرة الکفّار وقوّتهم لا تزول ولا تضمحل بمجرّد دعوة المؤمنین إلى الجهاد وترغیبهم فیه، بل یجب هنا ـ أیضاً ـ أن یسعى المؤمنون لتوفیر المقدمات الاُخرى للقضاء على قدرة الکفّار، منها إعداد وسائل القتال والالتزام بالخطة التی یضعها النّبی (صلى الله علیه وآله) والسیر علیها من أجل الوصول إلى الهدف النهائی.

وهکذا یتبیّن لنا أنّ لا ضرورة لصرف کلمتی «عسى» و«لعل» وأشباههما عن معانیها الحقیقیة متى ما وردت فی کلام الله تعالى (2).


1. الأعراف، 204.
2. یذکر الراغب فی «المفردات» احتمالا آخر فی تفسیر «عسى» و«لعل» هو أنّ الله تعالى إذا ذکر ذلک یذکره لیکون الإنسان منه راجیاً، لا لأن یکون الله هو الذی یرجو. أی أنّه یقول للإنسان کن أنت راجیاً لاأنا الذی أرجو.

 

کل انسان مسؤول عمّا کلّف بهسورة النساء / الآیة 85
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma