من أین تأتی الإنتصارات والهزائم؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیرجواب على سؤال مهم

یشیر القرآن فی هاتین الآیتین إلى وهم آخر من أوهام المنافقین، حین یوضح أن هؤلاء إذا أحرزوا نصراً أو غنموا خیراً قالوا: إنّ الله هو الذی أنعم علیهم بذلک، وزعموا أنّهم أهل لهذه النعمة: (وإن تصبهم حسنة یقولوا هذه من عند الله ).

أمّا إذا منی هؤلاء بهزیمة أو لحقهم أذى فی میدان القتال، ألقوا اللوم على النّبی (صلى الله علیه وآله)وافتروا علیه بقولهم إنّ ما نالهم من سوء هو من عنده، متّهمین خططه العسکریة بالضعف، من ذلک ما حدث فی غزوة اُحد، تقول الآیة: (وإن تصبهم سیئة یقولوا هذه من عندک ).

ویحتمل بعض المفسّرین أن تکون هذه الآیة قد نزلت بشأن الیهود، ویرون أنّ المقصود بالحسنة والسیئة ـ هنا ـ هو ما کان یحدث من وقائع سارة وضارة، حیث کان الیهود حین بعثة النّبی (صلى الله علیه وآله) ینسبون کلّ حدث سار ونافع إلى الله، ویعزون حدوث الوقائع الضّارة إلى وجود النّبی (صلى الله علیه وآله) بین ظهرانیهم، (1) بینما اتصال الآیة بالآیات السابقة والتالیة ـ التی یدور الحدیث فیها عن المنافقین ـ یدل على أنّ المقصود فی هذه الآیة الأخیرة هم المنافقون. (2)

ومهما یکن من أمر، فإنّ القرآن الکریم یردّ على هؤلاء مؤکّداً إنّ الإنسان المسلم الموحد الذی یؤمن صادقاً بالله ویعبده ولا یعبد سواه، إنّما یعتقد بأنّ کل الوقائع والأحداث والإنتصارات والهزائم هی بید الله العلیم الحکیم، فالله هو الذی یهب الإنسان ما یستحقه ویعطیه بحسب قیمته الوجودیة، وفی هذا المجال تقول الآیة: (قل کلّ من عندالله ).

والآیة ـ هذه ـ تحمل فی آخرها تقریعاً وتأنیباً للمنافقین الذین لا یتفکرون ولا یمعنون فی حقائق الحیاة المختلفة، حیث تقول: (فمال هؤلاء القوم لا یکادون یفقهون حدیثاً ).

وبعد هذا ـ فی الآیة التالیة ـ یصرّح القرآن بأنّ کل ما یصیب الإنسان من خیرات وفوائد وکل ما یواجهه الکائن البشری من سرور وإنتصار هو من عند الله، وإنّ ما یحصل للإنسان من سوء وضرر وهزیمة أو خسارة فهو بسبب الإنسان نفسه تقول الآیة: (ما أصابک من حسنة فمن عند الله وما أصابک من سیئة فمن نفسک ) وتردّ الآیة فی آخرها على اُولئک الذین کانوا یرون وجود النّبی (صلى الله علیه وآله) سبباً لوقوع الحوادث المؤسفة فیما بینهم فتقول: (وأرسلناک للنّاس رسولا وکفى بالله شهیداً ).


1. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 136، 137، ذیل الآیة مورد البحث.
2. المصدر السابق.

 

التّفسیرجواب على سؤال مهم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma