روى جمع من المفسّرین کالشّیخ الطوسی فی التبیان، والقرطبی وصاحب المنار عن ابن عباس أنّ نفراً من المسلمین کانوا أثناء وجودهم فی مکّة قبل الهجرة یعانون من ضغط المشرکین وأذاهم، فجاءوا إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) وطلبوا منه أن یسمح لهم بقتال الأعداء فأجابهم النّبی فی حینه أنّه لم یؤمر بالجهاد.
ومضت أیّام على طلب هؤلاء، حتى هاجر المسلمون إلى المدینة وتهیأت هناک ظروف وشروط الجهاد المسلح، وأمر الله المسلمین بالجهاد، فأخذ بعض من اُولئک النفر الذین کانوا یصرّون على النّبی للسماح لهم بالجهاد وقتال الأعداء فی مکّة یظهرون الکسل والتهاون فی تنفیذ الأمر الإلهی، ولم یبدوا أی حماس أو رغبة فی الجهاد، کما کانوا یظهرون ذلک فی مکّة، فنزلت هذه الآیة وهی تحثّ المسلمین على الجهاد وتؤنب المتهاونین والمتقاعسین عن هذا الواجب الحسّاس.
وقد تطرقت الآیة الکریمة إلى عدد من الحقائق فی هذا الصدد. (1)