إعداد المؤمنین للجهاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 74 سورة النساء / الآیة 75

بعد أن أوضحت الآیة السابقة إحجام المنافقین عن مشارکة المجاهدین فی القتال تتوجه الآیة 74 والتی تلیها ـ بلغة مشجعة مشوقة ـ إلى المؤمنین فتدعوهم إلى الجهاد فی سبیل الله، ونزول هذه الآیات حین کان الإسلام مهدداً من قِبَلِ مختلف الأعداء ـ سواء من الداخل أو الخارج ـ یدل على أهمیّتها فی تربیة الروح الجهادیة لدى المسلمین.

وتوضح الآیة فی بدایتها أنّ أعباء الجهاد یجب أن تکون على عاتق اُولئک النفر الذین باعوا حیاتهم الدنیویة المادیة الزائلة، مقابل فوزهم بالحیاة الاُخرویة الخالدة: (فلیقاتل فی سبیل الله الذین یشرون الحیاة الدنیا بالآخرة... ) أی أنّ المجاهدون الحقیقیون هم وحدهم المستعدون للدخول فی هذه الصفقة، بعد أن إنکشفت لهم دناءة الحیاة المادیة (وهو ما یفهم من لفظ الدنیا)، فهؤلاء أدرکوا أنّ هذه الحیاة لا قیمة لها تجاه الحیاة الأبدیة الخالدة، أمّا الذین یرون الأصالة فی الحیاة المادیة الدنیئة، ویعتبرونها أرفع وأکبر من الأهداف الإلهیّة المقدسة والأهداف الإنسانیة السامیة، فلا یمکن أن یکونوا أبداً مجاهدین صالحین.

وتستمر الآیة مبیّنة أنّ مصیر المجاهدین الحقیقیین الذین باعوا الحیاة الدنیا بالآخرة واضح لا یخرج عن حالتین: إمّا النصر على الاعداء، أو الشهادة فی سبیل الله، وهم فی کلتا الحالتین ینالون الأجر والثواب العظیم من الله تعالى: (ومن یقاتل فی سبیل الله فیقتل أو یغلب فسوف نؤتیه أجراً عظیماً ) وبدیهی أن جنوداً کهؤلاء لا یفهمون معنى الهزیمة، فهم یرون النصر إلى جانبهم فی الحالتین: سواء تغلّبوا على العدو، أو نالوا الشهادة فی سبیل الله،

ومثل هذه المعنویات کفیلة بأن تمهّد الطریق للانتصار على العدو، ویعتبر التاریخ خیر شاهد على أنّ هذه المعنویات هی العامل فی انتصار المسلمین على أعداء فاقوهم عدداً وعُدّة.

ویؤکّد هذا الأمر حتى المفکرون من غیر المسلمین ممن کتبوا عن انتصارات المسلمین السریعة التی حققوها فی عصر الرّسول (صلى الله علیه وآله) وفی العصور التالیة، فهؤلاء المفکرون یرون أن منطق الفوز بإحدى الحسنیین أحد العوامل الحاسمة فی تقدم المسلمین.

یقول مؤرخ غربی مشهور فی کتاب له فی هذا المجال: إنّ المسلمین لم یکونوا لیخافوا الموت فی سبیل دینهم الجدید، لما وعدوا به من هبات إلهیّة فی الآخرة، وأنّهم لم یعتقدوا بأصالة خلود هذه الحیاة الدنیا، ولذلک فهم قد تنازلوا عن هذه الحیاة فی سبیل العقیدة والهدف (1).

والجدیر ذکره هنا هو أنّ هذه الآیة ـ وآیات اُخرى من القرآن الکریم ـ اعتبرت الجهاد أمراً مقدساً إذا کان فی سبیل الله، ومن أجل إنقاذ البشر، وإحیاء مبادىء الحق والعدالة والطهارة والتقوى، على عکس الحروب التی تشن بهدف التوسع وبدافع من التعصب والتوحش والاستعمار والاستغلال.


1. راجع غوستاف لوبون، تاریخ الحضارة الإسلامیة والعربیة، ص 155.

 

سورة النساء / الآیة 74 سورة النساء / الآیة 75
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma