التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 66 ـ 68 سورة النساء / الآیة 69 ـ 70

تکمیلا للبحث السابق حول اُولئک الذین یشعرون بضیق وحرج تجاه أحکام النّبی (صلى الله علیه وآله)وأقضیته العادلة بعض الأحیان ـ یشیر القرآن هنا إلى بعض التکالیف والفرائض الثقیلة فی الاُمم السالفة فیقول: (ولو أنّا کتبنا علیهم أن اقتلوا أنفسکم أو اخرجوا من دیارکم ما فعلوه إلاّ قلیل منهم ).

أی إنّنا لم نکلّفهم بأیة فریضة شاقة لا تتحمل، ولو أنّنا کنّا نکلّفهم بمثل ما کلّفنا به الاُمم السابقة (مثل الیهود الذین أمروا بأن یقتل بعضهم البعض الآخر کفارة لما إرتکبوه من عبادة العجل، أو یخرجوا من وطنهم المحبب إلیهم لذلک) کیف کانوا یتحملونه؟ إنّهم لم یتحملوا حکماً بسیطاً أصدره النّبی فی أمر سقی نخلات، ولم یسلموا لهذا القضاء العادل، فکیف ترى یمکنهم أن یقوموا بالمهمات العظیمة والمسؤولیات الجسیمة ویمرّوا بالاختبارات الصعبة بنجاح، فلو أنّنا أمرناهم بأن یقتلوا أنفسهم (أی یقتل بعضهم بعضاً) أو یخرجوا من وطنهم المحبب عندهم لما فعله إلاّ قلیل منهم.

إنّ مسألة «الاستعداد للقتل» تشبه ـ حسب قول بعض المفسّرین ـ مسألة «الخروج عن الوطن» من جهات عدیدة، لأنّ البدن وطن الروح الإنسانیة تماماً کما أنّ الوطن مثل الجسم الإنسانی، فکما أنّ التغاضی عن ترک وطن الجسم أمر صعب، کذلک التغاضی عن الوطن الذی هو مسقط رأس الإنسان ومحل ولادته ونشأته.

ثمّ إنّ الله سبحانه یقول: (ولو أنّهم فعلوا ما یوعظون به لکان خیراً لهم وأشد تثبیتاً ) أی لو

أنّهم قبلوا نصائح النّبی ومواعظه لکان ذلک من مصلحتهم، ولکان سببا لتقویة اُسس الإیمان عندهم.

والملفت للنظر أنّ القرآن یعبّر ـ فی هذه الآیة ـ عن الأحکام والأوامر الإلهیّة بالموعظة، وهو إشارة إلى أنّ الأحکام المذکورة لیست اُموراً تصب فی مصلحة المشرّع (أی الله) أو تجرله نفعاً، بل هی ـ فی الحقیقة ـ نصائح ومواعظ نافعة لکم، ولهذا یقول ودون تأخیر: (ولو أنّهم فعلوا ما یوعظون به لکان خیراً لهم وأشد تثبیتاً ) أی تقویة لإیمانهم وترسیخاً لجذورها فی نفوسهم.

ولابدّ أیضاً أن ننتبه إلى هذه النقطة، وهی أنّ الله سبحانه یقول فی ختام هذه الآیة (وأشد تثبیتاً ) أی کلّما اجتهد الإنسان فی السیر فی سبیل طاعة الله وتنفیذ أوامره ازدادت استقامته وإزداد ثباته، وهذا یعنی أن إطاعة الأوامر الإلهیّة نوع من الریاضة الروحیة التی تحصل للإنسان من تکرارها قوة وثبات أکبر واستحکام أکثر، على غرار ما یحصل للجسم نتیجة تکرار الریاضات الجسمیة والتمارین الریاضیة البدنیة، فیصل الإنسان ـ نتیجة ذلک ـ إلى مرحلة لا یمکن لأیة قدرة أن تغلب قدرته أو تخدعه أو تزعزعه.

ثمّ إنّه سبحانه یبیّن ـ فی الآیة الثّانیة ـ الفائدة الثّالثة من فوائد التسلیم لأوامر الله وطاعته إذ یقول: (وإذاً لأتیناهم من لدناً أجراً عظیماً ) أی إذاً لأعطیناهم ـ مضافاً إلى ما ذکرناه ـ أجراً من عندنا عظیماً، لا یعرف منتهاه ولا یدرک مداه.

ثمّ فی آخر آیة من هذه الآیات یشیر سبحانه إلى رابع نتیجة إذ یقول: (ولهدیناهم صراطاً مستقیماً ).

ومن الواضح البیّن أنّ المراد من هذه «الهدایة» لیس هو الإرشاد إلى أصل الدین، بل المراد الطاف جدیدة یمن بها الله سبحانه على مثل هؤلاء العباد الصالحین بعنوان الثواب والهدایة الثانویة، فهو یشبه ما اُشیر إلیه فی الآیة 17 من سورة محمّد (صلى الله علیه وآله) إذ قال: (والذین اهتدوا زادهم هدى ).

وقد روی أنّه عندما نزل قوله: (ولو إنا کتبنا علیهم أن اقتلوا أنفسکم... ) قال رجل من المسلمین: والله لو أمرنا لفعلنا فالحمد لله الذی عافانا.

فلما بلغ هذا الکلام إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال:

«إنّ من أمتی لرجالا الإیمان أثبت فی قلوبهم من الجبال الرواسی» (1).

 


1. تفسیر فی ظلال القرآن، ج 2، ص 428; بحارالانوار، ج 22، ص 20 وتفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.

 

سورة النساء / الآیة 66 ـ 68 سورة النساء / الآیة 69 ـ 70
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma