نتائج حکم الطّاغوت

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 61 ـ 63 سورة النساء / الآیة 64

فی أعقاب النهی الشدید عن التحاکم إلى الطاغوت وحکام الجور الذی مرّ فی الآیة السابقة جاءت هذه الآیات الثلاث تدرس نتائج أمثال هذه الأحکام والأقضیة، وما یتمسک به المنافقون لتبریر تحاکمهم إلى الطّواغیت وحکام الجور والباطل.

ففی الآیة الاُولى یقول سبحانه: (وإذا قیل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول رأیت المنافقین یصدّون عنک صدوداً ).

وفی الحقیقة یقول القرآن فی هذه الآیة: إنّ التحاکم إلى الطاغوت لیس خطأً عابراً یمکن أن یعالج ببعض التذکیر، بل إنّ الإصرار على هذا العمل یکشف عن ضعف إیمانهم وروح النفاق فیهم، وإلاّ لوجب أن ینتبهوا ویثوبوا إلى رشدهم على دعوة رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) لهم ویعترفوا بخطأهم: (وإذا قیل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول رأیت المنافقین یصدون عنک صدوداً ).

ثمّ فی الآیة الثّانیة یبیّن هذه الحقیقة، وهی أنّ هولاء المنافقین عندما یتورطون فی مصیبة کنتیجة لمواقفهم وأعمالهم، ویواجهون طریقاً مسدودة یعودون إلیک عن اضطرار ویأس:

(فکیف إذا أصابتهم مصیبة بما قدمت أیدیهم ثمّ جاؤوک ).

ویحلفون فی هذه الحالة أنّ هدفهم من التحاکم إلى الآخرین لم یکن إلاّ الإحسان والتوصل إلى الوفاق بین طرفی الدّعوی: (یحلفون بالله إن أردنا إلاّ إحساناً وتوفیقاً ).

وهنا لابدّ من الإشارة إلى نقطتین:

الاُولى: أن نرى ما هو المقصود من المصیبة التی تصیبهم؟

لا یبعد أن تکون المصیبة هی ما ینشأ من مضاعفات ومآسی وویلات من حکم الطواغیت، لأنّه لا شک فی أن الحکم الصادر من الأشخاص غیر الصالحین والظالمین وإن کان ینطوی على منفعة آنیة لأحد جانبی الدعوى، ولکن لا یمضی زمان إلاّ ویوجب هذا الحکم ظهور الفساد وانتشار الظلم والجور، وسیادة الهرج والمرج وتبعثر الکیان الاجتماعی، ولهذا فإنّه سرعان ما تواجه هؤلاء المتحاکمین إلى الطواغیت تبعات ومفاسد عملهم هذا، وسرعان ما یندمون على فعلهم هذا.

هذا ویحتمل بعض المفسّرین أنّ المراد من «المصیبة» هو الفضیحة التی تلحق بالمنافقین، أو المصائب التی تصیبهم بأمر الله سبحانه (کالمآسی والمحن غیر المتوقعة).

النّقطة الثّانیة: إنّ مقصود المنافقین من «الإحسان» هل هو الإحسان إلى طرفی الدعوى، أو إلى النّبی (صلى الله علیه وآله)؟ یمکن أن یکون مرادهم کلا الأمرین، فهم تذرعوا بحجج مضحکة لتحاکمهم إلى الطاغوت والرجوع إلى الأجانب، من جملتها أنّهم کانوا یقولون: إنّ التحاکم إلى الرّسول (صلى الله علیه وآله) لا یناسب شأنه ولا یلیق بمقامه، لأنّ الغالب أن یحصل شجار وصیاح فی محضر القضاة ومن جانب المتداعیین، وذلک أمر لا یناسب شأن النّبی ولا یلیق بمکانته ومحضره.

هذا مضافاً إلى أنّ القضاء ینتهی دائماً إلى الإضرار بأحد الطرفین، ولذلک فهو یثیر حفیظته وعداوته ضد القاضی والحاکم، وکأنّهم بأمثال هذه الحجج الواهیة والأعذار الموهونة، کانوا یحاولون تبرئة أنفسهم وتبریر مواقفهم الباطلة، وادعاء أنّ تحاکمهم إلى غیر النّبی کان بهدف التخفیف عن النّبی.

وربّما اعتذروا لذلک قائلین: إنّ هدفنا لم یکن مادیاً فی الأساس، بل کان التوصل إلى وفاق بین المتداعیین.

ولکن کشف سبحانه فی الآیة الثّالثة النقاب عن وجههم، وأبطل هذه التبریرات الکاذبة وقال: (اُ ولئک الذین یعلم الله ما فی قلوبهم ).

ولکنّه سبحانه یأمر نبیّه مع ذلک أن ینصرف عن مجازاتهم وعقوبتهم فیقول: (فاعرض عنهم ).

ولقد کان رسول الله یداری المنافقین ما أمکنه لأجل تظاهرهم بالإسلام، لأنّه کان مأموراً بالتعامل معهم على حسب ظواهرهم، فلم یکن یجازیهم إلاّ فی بعض الموارد الاستثنائیة، لأنّهم کانوا بین صفوف المسلمین ـ فی الظاهر ـ فکانت مجازاتهم یمکن أن تحمل على أنّها نشأت من أغراض شخصیة.

ثمّ إنّه سبحانه یأمر النّبی (صلى الله علیه وآله) أن یعظهم، وأن ینفذ إلى قلوبهم بالقول البالغ، والعظة المؤثرة، یذکرهم بنتائج أعمالهم: (وعظهم وقل لهم فی أنفسهم قولا بلیغاً ).

 

سورة النساء / الآیة 61 ـ 63 سورة النساء / الآیة 64
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma