کان بین رجل من الیهود ورجل من المسلمین المنافقین خصومة واختلاف، فعزما على أن یحتکما إلى شخص، وحیث کان الیهودی یعرف عدل النّبی وحیاده ولأنّه علم أنّه لا یأخذ الرّشوة ولا یجور فی الحکم قال: أحاکم إلى محمّد، ولکن المنافق قال: لا، بل بینی وبینک کعب بن الأشرف، (لأنّه یأخذ الرّشوة وهو من أقطاب الیهود)، وبذلک رفض التحاکم إلى رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله)، فنزلت الآیة توبّخ أمثال هذا الشخص، وتشجب بشدّة موقفهم المشین هذ (1).
وقد ذکر بعض المفسرین أسباباً اُخرى لنزول هذه الآیة تشهد بأنّ بعض المسلمین الحدیثی العهد بالإسلام کانوا ـ على عادتهم فی الجاهلیة ـ یحتکمون ـ فی مطلع الإسلام ـ إلى علماء الیهود أو الکهنة، فنزلت الآیة الحاضرة تنهى عن هذه العادة المقیتة بشدّة (2).