وروی فی تفسیر مجمع البیان وتفاسیر إسلامیة اُخرى إنّ هذه الآیة نزلت عندما دخل رسول الله (صلى الله علیه وآله) مکّة المکرمة منتصراً فاتحاً، فاستحضر عثمان بن طلحة وکان سادن الکعبة فطلب منه مفتاح الکعبة المعظمة، لیطهّرها من الأصنام والأوثان الموضوعة فیها، فلمّا فرغ النّبی (صلى الله علیه وآله) من ذلک سأله العباس أن یعطیه المفتاح لیجمع له بین منصب السقایة ومنصب السدانة الذی له فی العرب شأن وشأو مجید (والظاهر أنّ العباس أراد أن یستفید من نفوذ ومکانة ابن أخیه الاجتماعیة والسیاسیة لمصلحته الشخصیة)، ولکن النّبی (صلى الله علیه وآله) فعل خلاف ذلک، فإنّه بعد ما طهّر الکعبة من الأصنام والأوثان، أمر علی (علیه السلام) أن یردّ المفتاح إلى «عثمان بن طلحة» ففعل ذلک وهو یتلو الآیة الحاضرة: (إنّ الله یأمرکم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها... ) (1).