دور الحسد فی الجرائم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیرسورة النساء / الآیة 56 ـ 57

«الحسد» یعنی تمنی زوال النعمة عن الآخرین سواء وصلت تلک النعمة إلى الحسود، أم لم تصل إلیه، وعلى هذا الأساس تنصب جهود الحسود على فناء ما لدى الآخرین وزواله عنهم أم تمنی ذلک، لا أن تنتقل تلک النعمة إلیه.

إنّ الحسد منشأ للکثیر من المآسی والمتاعب الإجتماعیة، من ذلک.

إنّ الحاسد یصرف کل أو جلّ طاقاته البدنیة والفکریة ـ التی یجب أن تصرف فی ترشید الأهداف الاجتماعیة ـ فی طریق الهدم والتحطیم لما هو قائم، ولهذا فهو یبدد طاقاته الشخصیة والطاقات الاجتماعیة معاً.

إنّ الحسد هو الدافع لکثیر من الجرائم فی هذا العالم، فلو أنّنا درسنا العلل الأصلیة وراء جرائم القتل والسرقة والعدوان وما شابه ذلک لرأینا ـ بوضوح ـ أنّ أکثر هذه العلل تنشأ من الحسد، ولعلّه لهذا السبب شُبّه الحسد بشرارة من النار یمکنها أن تهدد کیان الحاسد أو المجتمع الذی یعیش فی وسطه بالخطر، وتعرضه للضرر.

یقول أحد العلماء: إنّ الحسد من أخطر الصفات، ویجب أن یعتبر من أعدى أعداء السعادة، فیجب أن یجتهد الإنسان لدفعه والتخلص منه. إنّ المجتمعات التی تتألف من الحاسدین الضیقی النظرة مجتمعات متأخرة متخلفة، والحساد ـ فی الأغلب ـ عناصر قلقة وأفراد مرضى یعانون من متاعب وآلام جسدیة وعصبیة، وذلک قد أصبح من المسلم الیوم أنّ أکثر الأمراض والآلام الجسدیة تنشأ من علل نفسیة، فإِّننا نلاحظ الآن بحوثاً مفصلة فی الطب حول الأمراض التی تختص بمثل هذه.

هذا والجدیر بالذکر ورود التأکید على هذه المسألة فی أحادیث أئمّة الدین وقادة الإسلام، ففی روایة عن الإمام علی (علیه السلام) نقرأ قوله: «صحة الجسد من قلّة الحسد» و«العجب لغفلة الحساد عن سلامة الأجساد».

بل وردت روایات تصرّح بأنّ الحسد یضرّ بالحاسد قبل أن یضرّ بالمحسود، بل ویؤدّی إلى القتل والموت تدریجاً.

إنّ الحسد یعدّـ من الناحیة المعنویة ـ من علائم ضعف الشخصیة وعقدة الحقارة، ومن دلائل الجهل وقصر النظر وقلّة الإیمان، لأنّ الحاسد ـ فی الحقیقة ـ یرى نفسه أعجز وأقل من أن یبلغ ما بلغه المحسود من المکانة أو أعلى من ذلک، ولهذا یسعى الحاسد إلى أن یرجع المحسود إلى الوراء، هذا مضافاً إلى أنّه بعمله یعترض على حکمة الله سبحانه واهب جمیع النعم وجمیع المواهب، وعلى إعطائه سبحانه النعم إلى من تفضل بها علیه من الناس، ولهذا جاء فی الحدیث الشریف عن الإمام الصادق (علیه السلام) «الحسد أصله من عمى القلب والجحود لفضل الله تعالى، وهما جناحان للکفر، وبالحسد وقع ابن آدم فی حسرة الأبد، وهلک مهلکاً لا ینجو منه أبداً» (1).

فهذا هو القرآن الکریم یصرّح بأنّ أوّل جریمة قتل اُرتکبت فی الأرض کان منشؤها الحسد (2).

وجاء فی نهج البلاغة عن الإمام علی (علیه السلام) أنّه قال: «إنّ الحسد یأکل الإیمان کما تأکل النار الحطب» (3) وذلک لأنّ الحاسد یزداد سوء ظنه بالله وبحکمته وعدالته شیئاً فشیئاً، وهذا الأمر یؤدّی به إلى الخروج عن جادة الإیمان.

إنّ آثار الحسد وأضراره المادیة والمعنویة وتبعاته الفردیة والاجتماعیة کثیرة جدّاً، وما ذکرناه إنّما هو فی الحقیقة جدول سریع عن بعض هذه الآثار والمضار.


1. مستدرک الوسائل، ج 2، ص 327.
2. المائدة، 27.
3. نهج البلاغة، الخطبة 86.

 

التّفسیرسورة النساء / الآیة 56 ـ 57
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma