أرجى آیات القرآن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 48 أسباب مغفرة الذنوب

الآیة الحاضرة تعلن بصراحة أنّ جمیع الذنوب والمعاصی قابلة للمغفرة والعفو، إلا «الشرک» فإنّه لا یغفر أبداً، إلاّ أن یکف المشرک عن شرکه ویتوب ویصیر موحداً، وبعبارة اُخرى: لیس هناک أی ذنب قادر بوحده على إَزالة الإیمان، کما لیس هناک أی عمل صالح قادر على خلاص الإنسان إذا کان مقروناً بالشرک (إن الله لا یغفر أن یشرک به ویغفر ما دون ذلک لمن یشاء ).

إنّ إرتباط هذه الآیة بالآیات السابقة إنّما هو من جهة أنّ الیهود والنصارى کانوا بشکل من الاشکال مشرکین، کل طائفة بشکل معین، والقرآن ینذرهم ـ بهذه الآیة ـ بأن یترکوا هذه العقیدة الفاسدة التی لا یشملها العفو والغفران، ثمّ یبیّن فی خاتمة الآیة دلیل هذا الأمر إذ یقول: (ومن یشرک بالله فقد افترى إثماً عظیماً ) (1).

وهذه الآیة من الآیات التی تطمئن الموحدین إلى رحمة الله ولطفه، لأنّ فی هذه الآیة قد بیّن سبحانه إمکان العفو عن جمیع المعاصی والذنوب غیر الشرک، فهی کما جاء فی حدیث عن أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) أرجى آیات القرآن الکریم إذ قال: «ما فی القرآن آیة أرجى عندی من هذه الآیة».

 

وهذه الآیة ـ کما قال ابن عباس «ثمانی آیات نزلت فی سورة النساء، خیر لهذه الاُمّة ممّا طلعت علیه الشمس وغربت وعدّ منها هذه الآیة» ( 2).

لأنّ هناک کثیرین یرتکبون المعاصی العظیمة ثمّ یقنطون من رحمة الله وغفرانه إلى الأبد، فیتسبب قنوطهم فی أن یسیروا بقیة عمرهم فی طریق المعصیة والخطأ بنفس القوّة والإصرار، ولکن الأمل فی عفو الله وغفرانه خیر وسیلة رادعة بالنسبة إلى هؤلاء، وخیر مانع من تمادیهم فی المعصیة والطغیان، وعلى هذا الأساس فإنّ هذه الآیة تهدف ـ فی الحقیقة ـ إلى مسألة تربویة.

فإذا رأینا عصاة مجرمین (کما یقول بعض المفسّرین، ویعلم ذلک من الروایات المذکورة فی ذیل هذه الآیة) أمثال «وحشی» غلام هند وقاتل بطل الإسلام حمزة بن عبدالمطلب عم النّبی (صلى الله علیه وآله) یؤمن مع نزول هذه الآیة، وینتهی عن جرائمه وشقاوته، فإنّ من الطبیعی أن یوجد ذلک مثل هذا الأمل لدی العصاة الآخرین، فلا ییأسوا من رحمة الله وغفرانه، ولا یتورطوا فی المزید من الذنوب والمعاصی.

ویمکن أن یقال: إنّ هذه الآیة من شأنها أن تشجع الناس فی الوقت ذاته على الذنب وتغریهم بالمعصیة، لما فیها من الوعد بالعفو عن «جمیع الذنوب ما عدا الشرک».

ولکن لا شک أنّ المراد من الوعد بالعفو والمغفرة لیس هو الوعد المطلق من کل قید وشرط، بل یشمل الأشخاص الذین یظهرون من أنفسهم نوعاً من اللیاقة والصلاح لمثل هذا العفو والغفران، وکما أشرنا إلى ذلک فی ما سبق، فإن مشیئة الله ـ فی هذه الآیة والآیات المشابهة لها ـ بمعنى الحکمة الإلهیّة، لأن مشیئته تعالى لا تنفصل عن حکمته أبداً، ومن البدیهی والمسلم أن حکمته لا تقتضی أن ینال أحد العفو الإلهی من دون قابلیة وصلاح لذلک.

وعلى هذا الأساس فإن الجوانب والأبعاد التربویة البناءة فی هذه الآیة تفوق ـ بمراتب کثیرة ـ إمکان سوء استخدام الوعد الموجود فیها.


1. «الإفتراء» مشتقة من مادة «فرى» على وزن «فرد» بمعنى القطع، وحیث إنّ قطع بعض أجزاء الشىء السالم یفسد ذلک الشیء ویخربه إستعمل فی کل مخالفة، ومن جملة ذلک الشرک والکذب والتهمة.
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.

 

 

سورة النساء / الآیة 48 أسباب مغفرة الذنوب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma