جانب آخر من أعمال الیهود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 46 سورة النساء / الآیة 47

تعقیباً على الآیات السابقة تشرح هذه الآیة صفات جماعة من أعداء الإسلام، وتشیر إلى جانب من أعمالهم ومواقفهم.

فتقول أوّلا: إنّ أحد أعمال هذه الجماعة هو تحریف الحقائق، وتغییر حقیقة الأوامر الإلهیة: (من الذین هادوا یحرفون الکلم عن مواضعه ) أی أنّ جماعة من الیهود یحرّفون الکلمات عن مواضعها.

وهذا التحریف قد یکون له جانب لفظی، وقد یکون له جانب معنوی وعملی.

أمّا العبارات اللاحقة فتفید أنّ المراد من التحریف فی المقام هو التحریف اللفظی وتغییر العبارة، لأنّه تعالى یقول بعد هذه الجملة: (ویقولون سمعنا وعصینا ) یعنی بدل أن یقولوا «سمعنا وأطعنا» یقولون «سمعنا وعصینا» وهذا یشبه تماماً کلام من یقول مستهزءً: «منک الأمر ومنّا عدم السماع»، هذا والعبارات الاُخرى فی هذه الآیة خیر شاهد على هذا القول.

ثمّ یشیر إلى قسم آخر من أحادیثهم العدائیة المزیجة بروح التحدی والصلافة حیث یقول: إنّهم یقولون: (وا سمع غیر مسمع ) وبهذا الطریق یتوسل هذا الفریق للحفاظ على جماعة من المغفلین، ـ مضافاً إلى سلاح تحریف الحقائق والخیانة فی إبلاغ الکتب السماویة التی کانت تشکل الوسیلة الحقیقیة لنجاة ذلک الفریق وشعبهم من مخالب الطغاة الظلمة مثل

فرعون ـ یتوسلون بسلاح الاستهزاء والسخریة الذی هو سلاح الأنانیین والمغرورین ووسیلة العتاة والمعاندین، وربّما استخدموا مضافاً إلى کل ذلک عبارات کان المسلمون المخلصون یرددونها أمام رسول الله (صلى الله علیه وآله) مع تغییرات فی معانیها تکمیلا لاستهزائهم وسخریتهم، مثل جملة (راعنا ) التی معناها «تفقدنا وأمهلنا» وکان المسلمون الصادقون فی صدر الإسلام ومطلع الدّعوة المحمّدیة یرددونها أمام النّبی (صلى الله علیه وآله) لیتمکنوا من سماع صوت النّبی وکلامه بنحو أفضل، ولکن هذا الفریق من الیهود کانوا یتوسلون بهذه الجملة لإیذاء النّبی ویسیئون استخدامها ویکررونها أمام النّبی (صلى الله علیه وآله) وهم یقصدون منها معناها العبری الذی هو «سمعنا غیر مسمع» أو «أسمعنا لا سمعت» أو معناه العربی الآخر، وهو ما یرجع إلى الرعونة (1) الذی یعنی الحمق، قصداً منهم إلى أنّ عمل النّبی (صلى الله علیه وآله) کان ـ والعیاذ بالله ـ خداع الناس واستغلال سذاجتهم.

وقد کان هذا کله بهدف إزاحة الحقائق عن محورها الأصلی بألسنتهم والطعن فی الدین الحق، والشریعة الحقة: ( لیّا بألسنتهم وطعناً فی الدین ).

(واللی على وزن الحی بمعنى الفتل، مثل فتل الحبل وما شابهه، ویأتی أیضاً بمعنى التغییر والتحریف).

(ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لکان خیراً لهم وأقوم ) أی إنّهم إن سلکوا الطریق المستقیم وترکوا کل ذلک اللجاج والعناد، ومعاداة الحق، وسوء الأدب، والجرأة والوقاحة وقالوا: سمعنا کلام الله وأطعنا، فاستمع إلى کلامنا وأمهلنا لکی ندرک الحقائق إدراکاً کاملا، لکان ذلک من مصلحتهم، وکان فی ذلک منفعتهم، وأکثر انسجاماً وتوافقاً مع العدل والمنطق والعدل والأدب.

(ولکن لعنهم الله بکفرهم فلا یؤمنون إلاّ قلیلا ).

أی إنّهم لن یتخلوا عن هذا السلوک الشائن بسرعة، کیف؟ وقد ابتعدوا عن رحمة الله بسبب ما هم علیه من کفر وتمرد وطغیان، وماتت أفئدتهم وتحجّرت بحیث صار من المتعذّر أن تخضع للحق، وأن تحیا من رقدتها بهذه السرعة، اللّهم إلاّ بعضهم ممن یمتلک فؤاداً طاهراً وعقلا یقظاً، فهؤلاء هم المستعدّون للقبول بالحقائق، والاستماع إلى نداء الحق والإیمان به.

وقد اعتبر جماعة هذه الجملة من مغیبات القرآن وإخباراته الغبییة، لأنّه ـ کما یخبر القرآن الکریم فی هذه الآیة ـ لم یؤمن من الیهود طوال التاریخ الإسلامی ولم یذعن للحق اِلاّ جماعة قلیلة، وأمّا غیرهم ـ وهم الأکثریة الساحقة ـ فقد بقوا ـ وإلى الآن ـ على عدائهم الشدید، وخصومتهم للإسلام، ولم یزالوا یکیدون له المکائد، ویحیکون ضده المؤامرات.


1. «راعنا» إذا اُخذت مشتقة من مادة «الرعی» تکون بمعنى فعل الطلب من المراعاة والمراقبة، وبمعنى أمهلنا، وإذا اُخذت مشتقة من الرعونة تکون بمعنى «أخدعنا وأجعلنا حمقى عندک»، یقولون ذلک على سبیل الاستهزاء والسب، ولابدّ من الإلتفات إلى أنّ راعنا على الوجه الأوّل تکون بدون تشدید النون، وعلى الوجه الثانی بتشدید النون، ویستفاد من جملة من الروایات أنّ الیهود کانوا یتعمدون تشدید النون فی راعنا ومد آخرها.

 

سورة النساء / الآیة 46 سورة النساء / الآیة 47
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma