شهود یوم القیامة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 41 ـ 42 سورة النساء / الآیة 43

تعقیباً على الآیات السابقة التی کانت تدور حول العقوبات والمثوبات المعدّة للعصاة والمطیعین. جاءت هذه الآیة تشیر إلى مسألة الشهود فی یوم القیامة فتقول: (فکیف إذا جئنا من کل اُ مّة بشهید وجئنا بک على هؤلاء شهیداً ) وهکذا یکون نبی کل اُمّة شهیداً علیها، مضافاً إلى شهادة أعضاء الإنسان وجوارحه، وشهادة الأرض التی علیها عاش، وشهادة ملائکة الله على أعماله وتصرفاته، ویکون نبیّ الإسلام (صلى الله علیه وآله) وهو آخر أنبیاء الله ورسله وأعظمهم، شاهداً على اُمّته أیضاً، فکیف یستطیع العصاة مع هذه الشهود إنکار حقیقة من الحقائق، وتخلیص أنفسهم من نتائج أعمالهم.

ثمّ إنّ نظیر هذا المضمون قد جاء أیضاً فی عدّة آیات قرآنیة اُخرى، منها الآیة 143 من سورة البقرة، والآیة 89 من سورة النحل، والآیة 78 من سورة الحج.

والآن یطرح هذا السؤال، وهو: کیف تتمّ شهادة الأنبیاء على أعمال أممهم، وکیف تکون؟

إذا کانت کلمة «هؤلاء» إشارة إلى المسلمین کما جاء فی تفسیر مجمع البیان، فإنّ الجواب على هذا السؤال یکون واضحاً، لأنّ کل نبیّ ما دام موجوداً بین ظهرانی اُمّته فهو شاهد على أعمالهم، وبعده یکون أوصیاؤه وخلفاؤه المعصومون هم الشهداء على أعمال تلک الاُمّة، ولهذا جاء فی حق المسیح (علیه السلام) أنّه یقول فی یوم القیامة فی جواب سؤال الله سبحانه إیّاه: (ما

قلت لهم إلاّ ما أمرتنی به أن اعبدوا الله ربّی وربّکم وکنت علیهم شهیداً مادمت فیهم فلمّا توفیتنی کنت أنت الرقیب علیهم وأنت على کل شیء شهید ) (1).

ولکن بعض المفسرین احتمل أن تکون لفظة «هؤلاء» إشارة إلى شهود الاُمم السابقة، یعنی أنّنا نجعلک أیّها النّبی شهیداً على شهداء الاُمم من الأنبیاء، وقد اُشیر فی بعض الروایات إلى هذا التّفسیر (2) وعلى هذا یکون معنى الآیة هکذا: إنّ کل نبیّ شاهد على أعمال اُمّته جمیعها فی حیاته وبعد مماته عن طریق المشاهدة الباطنیة والروحانیة، وهکذا الحال بالنسبة إلى رسول الإسلام، فإنّ روحه الطاهرة ناظرة ـ عن هذا الطریق أیضاً ـ على أعمال اُمّته وجمیع الاُمم السابقة، وبهذا الطریق یمکنه أن تشهد على أفعالهم وأعمالهم، بل وحتى الصلحاء من الاُمّة والأبرار الأتقیاء منها یمکنهم الإطلاع والحصول على مثل هذه المعرفة، فیکون المفهوم من کل ذلک وجود روح النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) من بدء الخلق، لأنّ معنى الشّهود هو العلم المقترن بالحضور، ولکن هذا التّفسیر لا ینسجم مع ما نقل عن السید المسیح، لأنّ الآیة المذکورة تقول: إنّ المسیح لم یکن شاهداً على اُمّته جمعاء، بل کان شاهداً علیها مادام فی الحیاة (فتأمل).

أمّا إذا أخذنا الشهادة بمعنى الشهادة العملیة، یعنى أن تکون أعمال «فرد نموذجی» مقیاساً ومعیاراً لأعمال الآخرین کان التّفسیر حینئذ خالیاً عن أی إشکال، لأنّ کل نبیّ بما له من صفات متمیزة وخصال ممتازة یعدّ خیر معیار لاُمّته، إذ یمکن معرفة الصالحین والطالحین بمشابهتهم أو عدم مشابهتهم له، وحیث إنّ النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) هو أعظم الأنبیاء والرسل الإلهیین کانت صفاته وأعماله معیاراً لشخصیة کل الأنبیاء والرسل.

نعم لا یبقى هنا إلاّ سؤال واحد هو: هل جاءت الشهادة بهذا المعنى، أم لا؟ بید أنّه مع الإنتباه إلى أنّ أعمال الرجال المنوذجیین وتصرفاتهم وأفکارهم تشهد عملیاً على أنّه من الممکن أن یرقى إنسان ما إلى هذه الدرجة، ویطوی هذه المقامات والمراحل المعنویة لم یبد مثل هذا المعنى بعیداً فی النظر.

عندئذ یندم الکفار الذین عارضوا الرّسول وعصوه، أی عندما رأوا باُمّ أعینهم تلک المحکمة الإلهیّة العادلة، وواجهوا الشهود الذین لا یمکن إنکار شهاداتهم، إنّهم یندمون ندماً بالغاً لدرجة أنّهم یتمنون لو أنّهم کانوا تراباً أو سوّوا بالأرض کما یقول القرآن الکریم فی الآیة الثانیة من الآیتین الحاضرتین إذ یقول سبحانه: (یومئذ یودُّ الذین کفروا وعصوا الرّسول لو تسوى بهم الأرض ).

وقد ورد مثل هذا التعبیر فی الآیة 40 من سورة النبأ إذ یقول تعالى: (ویقول الکافر یا لیتنی کنت تراباً ).

ولکن لفظة (لو تسوّى ) تشیر إلى مطلب آخر أیضاً، وهو: إنّ الکفار مضافاً إلى أنّهم یتمنون أن یصیروا تراباً، یحبّون أن تضیع معالم قبورهم فی الأرض أیضاً وتسوى بالأرض حتى ینسوا بالمرّة، ولا یبقى لهم ذکر ولا خبر ولا أثر.

إنّهم فی هذه الحالة لا یمکنهم أن ینکروا أیة حقیقة واقعة ولا أن یکتموا شیئاً: (ولا یکتمون الله حدیثاً ) لأنّه لا سبیل إلى الإنکار أو الکتمان مع کل تلکم الشهود.

نعم، لا ینافی هذا الکلام ما جاء فی الآیات الاُخر التی تقول: هناک من الکفار من یکتم الحقائق یوم القیامة أیضاً ویکذبون (3) لأنّ کذبهم وکتمانهم واقع قبل إقامة الشهود وقیام الشهادة، وأمّا بعد ذلک فلا مجال لأی کتمان، ولا سبیل إلى أی إنکار، بل لابدّ من الإعتراف بجمیع الحقائق.

وقد روی عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی بعض خطبه أنّه قال عن یوم القیامة «ختم على الأفواه فلا تکلم وتکلمت الأیدی وشهدت الأرجل ونطقت الجلود بما عملوا فلا یکتمون الله حدیثاً». (4)

هذا ویحتمل بعض المفسرین أن یکون المراد من (لا یکتمون الله حدیثاً ) أنّهم یتمنون لو أنّهم لم یکتموا فی الدنیا أیة حقیقة، خصوصاً فی ما یتعلق برسول الإسلام (صلى الله علیه وآله)، وعلى هذا تکون هذه العبارة عطفاً على جملة (لو تسوى بهم الأرض ).

ولکن هذا التّفسیر لا ینسجم مع ظاهر «لا یکتمون» الذی هو فعل مضارع، ولو کان المراد ما ذکره هذا الفریق من المفسرین لوجب أن یقول: «لم یکتموا».


1. المائدة، 117.
2. راجع تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 481 و482; وتفسیر البرهان، ج 2، ص 79، ذیل الآیة مورد البحث.
3. أنعام، 22 و23; مجادلة، 8 .
4. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 482; تفسیر العیاشی، ج 1، ص 242، ح 133.

 

سورة النساء / الآیة 41 ـ 42 سورة النساء / الآیة 43
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma