التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 33 سورة النساء / الآیة 34

یعود القرآن مرّة اُخرى إلى مسألة الإرث إذ یقول: (ولکلّ جعلنا موالی (1) ممّا ترک الوالدان والأقربون ) أی لکل رجل أو امرأة جعلنا ورثة یرثون ممّا ترک الوالدان والأقربون الذی یجب أن یقسّم بینهم طبق برنامج خاص.

إنّ هذه العبارة هی ـ فی الحقیقة ـ خلاصة أحکام الإرث التی مرّ ذکرها فی الآیات السابقة فی مجال الأقرباء، وهی مقدمة لحکم سیأتی بیانه فی ما بعد.

ثمّ إنّ الله تعالى یضیف قائلا: (والذین عقدت أیمانکم فآتوهم نصیبهم ) أی ادفعوا إلى الذین عقدتم معهم عقداً نصیبهم من الإرث.

والتعبیر عن المیثاق بعقد الیمین (وهو العقد بالید الیمنى) لأجل أنّ الإنسان غالباً ما یستفید من یده الیمنى للقیام بأعماله، کما أنّ المیثاق یشبه نوعاً من العقد (فی مقابل الحل).

والآن لننظر من هم الذین عقد معهم المیثاق، الذین لابدّ أن یعطوا نصیبهم من الإرث؟

یحتمل بعض المفسّرین أنّ المراد هو الزوج والزوجة لأنّهما عقدا فی ما بینهما رابطة الزوجیة.

ولکن هذا الاحتمال یبدو مستبعداً، لأنّ التعبیر عن الزواج بعقد الیمین ونظیره فی القرآن الکریم قلیل جداً، هذا مضافاً إلى أنّه یعد تکراراً للمواضیع السابقة.

 

 

إنّ ما هو أقرب إلى مفهوم الآیة هو عقد «ضمان الجریرة» الذی کان رائجاً قبل الإسلام، وقد عدّله الإسلام بعد أن أقرّه لما فیه من ناحیة إیجابیة وهو: «أن یتعاقد شخصان فیما بینهما على أن یتعاونا فیما بینهما بشکل أخوی أن یعین أحدهما الآخر عند المشکلات، وإذا مات أحدهما قبل الآخر ورثه الباقی» ولقد أقرّ الإسلام هذا النوع من التعاقد الأخوی الودّی، ولکنّه أکّد على أنّ التوارث بسبب هذا المیثاق إنّما یمکن إذا لم یکن هناک ورثة من طبقات الأقرباء، یعنی إذا لم یبق أحد من الأقرباء ورث ضامن الجریرة الذی وقع بینه وبین الآخر مثل هذا العقد (لمعرفة التفاصیل أکثر راجع بحث الإرث فی الکتب الفقهیة) (2).

ثمّ ختم سبحانه الآیة بقوله: (إنّ الله کان على کل شیء شهیداً ) أی إذا قصّرتم فی إعطاء نصیب الورثة ولم تعطوهم حقوقهم کاملة، علم الله بذلک ولم یخف علیه ما فعلتم، لأنّه على کل شیء شهید وبکل شیء علیم.


1.«الموالی» جمع «مولى»، وهی فی الأصل من مادة «الولایة» بمعنى الإتصال والإرتباط، وتطلق على جمیع الأفراد الذین یرتبط بعضهم ببعض بنوع من الإرتباط، غایة ما هناک أنّها تکون فی بعض الموارد بمعنى إرتباط الولی، مع أتباعه، وأمّا فی الآیة الحاضرة فتکون بمعنى الورثة.
2. صورة عقد ضمان الجریرة هکذا «عاقدتک على أن تنصرنی وأنصرک وتعقل عنی وأعقل عنک وترثنی وأرثک» فیقول الآخر: «قبلت».

 

سورة النساء / الآیة 33 سورة النساء / الآیة 34
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma