المعاصی الکبیرة والصّغیرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 31 متى تنقلب الصّغیرة إلى کبیرة؟

هذه الآیة تقول بصراحة: (إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نکفّر عنکم سیئاتکم وندخلکم مُدخلا کریماً ).

ومن هذا التعبیر یستفاد أنّ المعاصی والذنوب على قسمین:

القسم الأوّل: هو ما یسمّیه القرآن الکریم بالمعصیة الکبیرة.

والقسم الثّانی وهو ما یسمّیه القرآن الکریم بالسّیئة.

وقد عبّر فی الآیة 32 من سورة النجم «باللمم» (1) بدلا عن السیئة، وفی الآیة 49 من سورة الکهف ذلک لفظة «الصّغیرة» فی مقابل الکبیرة عندما یقول: (لا یغادر صغیرة ولا کبیرة إلاّ أحصاها ).

ومن التعابیر المذکورة یثبت ـ بوضوح ـ أنّ الذنوب والمعاصی على صنفین محددین، یعبّر عنهما تارةً بالکبیرة والصغیرة، وتارةً اُخرى بالکبیرة والسیئة، وثالثة بالکبیرة و«اللمم».

والآن یجب أن نعرف ما هو الملاک والضابطة فی تحدید الصّغیرة والکبیرة.

یذهب البعض إلى أنّ هذین الوصفین من الاُمور النسبیة، تکون کل معصیة بالنسبة إلى ما هو أکبر منها صغیرة، وبالنسبة إلى ما هو أصغر منها کبیرة (2).

 

ولکن من الواضح أنّ هذا المعنى لا ینسجم مع ظاهر الآیة الحاضرة، لأنّ الآیة الحاضرة تقسم الذنوب إلى صنفین مستقلین، وتعتبرهما نوعین متقابلین، وتعتبر الاجتناب عن صنف موجباً للعفو والتکفیر عن الصنف الآخر.

ولکننا إذا راجعنا المعنى اللغوی للکبیرة وجدنا أنّ الکبیرة هی کل معصیة بالغة الأهمیّة من وجهة نظر الإسلام، ویمکن أن تکون علامة تلک الأهمیّة أنّ القرآن لم یکتف بالنهی عنها فقط، بل أردف ذلک بالتهدید بعذاب جهنم، مثل قتل النفس والزنا وأکل الربا وأمثال ذلک، ولهذا جاء فی روایات أهل البیت (علیهم السلام): «الکبائر التی أوجب الله عز وجل علیها النار»، وقد روی مضمون هذا الحدیث عن الإمام الباقر (علیه السلام) والإمام الصادق (علیه السلام)، والإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام) (3).

وعلى هذا الأساس تسهل معرفة المعاصی الکبیرة إذا أخذنا بنظر الاعتبار الضابطة المذکورة، وما قد ذکر فی بعض الروایات من أنّ عدد الکبائر سبع وفی بعضها عشرون وفی بعضها سبعون لا ینافی ما ذکرناه قبل قلیل، إذ إنّ بعض هذه الروایات یشیر ـ فی الحقیقة ـ إلى المعاصی الکبیرة من الدرجة الاُولى، وبعضها الآخر یشیر إلى المعاصی الکبیرة من الدرجة الثّانیة، وبعضها الثالث یشیر إلى جمیع الذّنوب الکبیرة.

إشکال:

یمکن أن یقال أنّ هذه الآیة تشجع الناس على إرتکاب المعاصی والذنوب الصغیرة إذاً، کأنّها تقول: لا بأس بارتکاب المعاصی الصغیرة شریطة ترک الکبائر من الذنوب.

الجواب:

إنّ الجواب على هذا الإشکال یتّضح من التعبیر المذکور فی الآیة الحاضرة، إذ یقول القرآن الکریم: (نکفّر عنکم سیئاتکم ) یعنی إنّ الإجتناب عن الذنوب الکبار، خصوصاً مع توفر أرضیة إرتکابها، یوجد حالة من التقوى الروحیة لدى الإنسان یمکنها أن تطهره من آثار الذنوب والمعاصی الصغیرة.

وفی الحقیقة أنّ الآیة الحاضرة تشبه الآیة 114 من سورة هود التی تقول: (إنّ الحسنات یذهبن السیئات ) فهی إشارة إلى أحد الآثار الواقعیة للأعمال الصالحة وهو یشبه ما إذا قلنا:

 

إذا اجتنب الإنسان المواد السّامة الخطیرة وتوفرت له صحة جیدة ومناعة قویة أمکنه أن یتخلص من الآثار السیئة لبعض الأطعمة غیر المناسبة لسلامة مزاجه، وبسبب مناعته الجسمیة.

وبتعبیر آخر إنّ التکفیر عن الذنوب الصغیرة وغفرانها یعدّ نوعاً من «الأجر المعنوی» لتارکی المعاصی والذنوب الکبیرة، ولهذا ـ فی الحقیقة ـ أثر تشجیعی قوی على ترک الکبائر، محفّز على إجتنابها.


1. «اللمم» على وزن «القسم» تعنی الأعمال الصغیرة غیر الهامة.
2. وقد نسب العلاّمة الطبرسی (رحمه الله) فی تفسیر مجمع البیان هذا الإعتقاد إلى علماء الشیعة، فی حین أنّ الأمر لیس کذلک، فلکثیر من علماء الشیعة رأی آخر سنأتی على ذکره بالتفصیل.
3. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 473; اصول الکافی، ج 2، ص 276.

 

سورة النساء / الآیة 31 متى تنقلب الصّغیرة إلى کبیرة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma