التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة النساء / الآیة 23

هذه الآیة ـ کما ذکرنا فی شأن النّزول ـ تبطل عادة سیئة من العادات الجاهلیة المقیتة فتقول: (ولا تنکحوا ما نکح آباؤکم من النّساء ) أی لا تنکحوا زوجة أبیکم.

ولکن بما إنّ القانون لا یشمل ما سبق من الحالات الواقعة قبل نزول القانون عقب سبحانه على ذلک النّهی بقوله: (إلاّ ما قد سلف ).

ثمّ إنّه سبحانه لتأکید هذا النهی یستخدم ثلاث عبارات شدیدة حول هذا النوع من

 

الزواج والنکاح إذ یقول أوّلا: (إنّه کان فاحشةً ) ثمّ یضیف قائلا: (ومقتاً ) أی عملا منفراً لا تقبله العقول، ولا تستسیغه الطباع البشریة السلیمة، بل تمقته وتکرهه، ثمّ یختم ذلک بقوله: (وساء سبیلا ) أی أنّها عادة خبیثة وسلوک شائن.

حتى أنّنا لنقرأ فی التاریخ أنّ الناس فی الجاهلیة کانوا یکرهون هذا النوع من النکاح ویصفونه بالمقت، ویسمّون ما ینتج منه من ولد بالمقیت، أی الأولاد المبغوضین.

ومن الواضح أنّ هذا الحکم إنّما هو لمصالح مختلفة وحکم متنوعة فی المقام، فإنّ الزواج بإمراة الأب هو من ناحیة یشبه الزواج بالاُمّ، لأن امرأة الأب فی حکم الاُمّ الثانیة، ومن ناحیة اُخرى اعتداء على حریم الأب وهتک له، وتجاهل لاحترامه.

مضافاً إلى أنّ هذا العمل یزرع عند أبناء الأب المیت بذور النفاق بسبب النزاع على نکاح زوجته، وبسبب الاختلاف الواقع بینهم فی هذا الأمر (أی فی من یتزوج بها).

بل إنّ هذا النوع من النکاح یوجب الاختلاف والتنافس البغیض بین الأب والولد، لأنّ هناک تنافساً وحسداً بین الزوجة الاُولى والزوجة الثّانیة غالباً، فإذا تحقق هذا النکاح (أی نکاح زوجة الأب من جانب الولد) فی حیاة الوالد (أی بعد طلاقها من الأب طبعاً) کان السبب فی الحسد واضحاً، لأنّ امرأة الأب ستحظى بهذا الزواج منزلة أرفع، ممّا یؤدّی إلى تأجج نیران الحسد لدى الزوجة الاُخرى أکثر، وأمّا إذا تحقق بعد وفاته فإنّه من الممکن أن یوجد لدى الابن نوعاً من الحسد بالنسبة لأبیه.

هذا ولیس من المستبعد أن تکون التعابیر الثلاثة الواردة فی ذم هذا النوع من النکاح إشارات إلى هذه الحِکَم الثلاث لتحریم نکاح إمرأة الأب على وجه الترتیب.

 

سبب النّزولسورة النساء / الآیة 23
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma