الدّفاع عن حقوق المرأة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة النساء / الآیة 20 ـ 21

قلنا فی مطلع تفسیر هذه السورة أنّ آیات هذه السورة تهدف إلى مکافحة الکثیر من

 

الأعمال الظالمة والممارسات المجحفة التی کانت رائجة فی العهد الجاهلی، وفی هذه الآیة بالذات اُشیر إلى بعض هذه العادات الجاهلیة المقیتة وحذّر الله سبحانه فیها المسلمین من التورّط بها، وتلک هی:

لا تحبسوا النساء لترثوا أموالهنّ، فلقد کانت إحدى العادات الظالمة فی الجاهلیة ـ کما ذکرنا فی سبب نزول الآیة ـ أنّ الرجل کان یتزوج بالنساء الغنیات ذوات الشرف والمقام اللاّتی لم یکن یحظین بالجمال، ثمّ کانوا یذرونهن هکذا فلا یطلقونهنّ، ولا یعاملونهنّ کالزوجات، بانتظار أن یمتن فیرثوا أموالهن، فقالت الآیة الحاضرة: (یا أیّها الذین آمنوا لا یحل لکم أن ترثوا النساء کرهاً ) وبهذا استنکر الإسلام هذه العادة السئیة.

لا تضغطوا على أزواجکم لیهبن لکم مهورهنّ، فقد کان من عادات الجاهلیین المقیتة أیضاً أنّهم کانوا یضغطون على الزوجات بشتى الوسائل والطرق لیتخلین عن مهورهنّ، ویقبلن بالطلاق، وکانت هذه العادة تتبع إذا کان المهر ثقیلا باهظاً، فمنعت الآیة الحاضرة من هذا العمل بقولها: (ولا تعضلوهنّ لتذهبوا ببعض ما آتیتموهنّ ) أی من المهر.

ولکن ثمّة استثناء لهذا الحکم قد اُشیر إلیه فی قوله تعالى فی نفس الآیة: (إلا أن یأتین بفاحشة مبیّنة ) والفاحشة هی أن ترتکب الزوجة الزنا وتخون بذلک زوجها، ففی هذه الحالة یجوز للرجل أن یضغط على زوجته لتتنازل عن مهرها، وتهبه له ویطلقها عند ذلک، وهذا هو فی الحقیقة نوع من العقوبة، وأشبه ما یکون بالغرامة فی قبال ما ترتکبه هذه الطائفة من النساء.

هذا والمقصود من الفاحشة المبینة فی الآیة هل هو خصوص الزنا، أو کل سلوک ناشز مع الزوج؟ فیه کلام بین المفسرین، إلاّ أنّه روی فی حدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام) التصریح بأنّه کل معصیة من الزوجة(1) (طبعاً یستثنى من ذلک المعاصی الطفیفة لعدم دخولها فی مفهوم الفاحشة التی تشیر إلى أهمیّة المعصیة وخطرها، والذی یتأکد بکلمة «مبینة»).

عاشروهن بالمعاشرة الحسنة، وهذا هو الشیء الذی یوصی به سبحانه الأزواج فی هذه الآیة بقوله: (وعاشروهن بالمعروف )، أی عاشروهن بالعشرة الإنسانیة التی تلیق بالزوجة والمرأة، ثمّ عقب على ذلک بقوله: (فإن کرهتموهنّ فعسى أن تکرهوا شیئاً ویجعل الله فیه خیراً کثیراً ).

 

 

فحتى إذا لم تکونوا على رضا کامل من الزوجات، وکرهتموهنّ لبعض الأسباب فلا تبادروا إلى الإنفصال عنهن والطلاق، بل علیکم بمداراتهنّ ما استطعتم، إذ یجوز أن تکونوا قد وقعتم فی شأنهنّ فی الخطأ وأن یکون الله قد جعل فیما کرهتموه خیراً کثیراً، ولهذا ینبغی أن لا تترکوا معاشرتهنّ بالمعروف والمعاشرة الحسنة ما لم یبلغ السیل الزبى، ولم تصل الاُمور إلى الحدّ الذی لا یطاق، خاصّة وإن أکثر ما یقع بین الأزواج من سوء الظن لا یستند إلى مبرر صحیح، وأکثر ما یصدرونه من أحکام لا یقوم على اُسس واقعیة إلى درجة أنّهم قد یرون الأمر الحسن سیئاً والأمر السیء حسناً فی حین ینکشف الأمر على حقیقة بعد مضی حین من الزمن، وشیء من المداراة.

ثمّ إنّه لابدّ من التذکیر بأنّ للخیر الکثیر فی الآیة الذی یبشّر به الأزواج الذین یدارون زوجاتهم مفهوماً واسعاً، ومن مصادیقه الواضحة الأولاد الصالحون والأبناء الکرام.


1. تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 459; وتفسیر درّالمنثور، ج 2، ص 132.

 

سبب النّزولسورة النساء / الآیة 20 ـ 21
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma