مکافحة التّمییزات والإستثناءات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 1 کیف کان زواج أبناء آدم؟

( یا أیّها النّاس ) الخطاب فی الآیة الاُولى من هذه السّورة موجّه إلى کافة أفراد البشر، لأنّ محتویات هذه السورة ـ هی فی الحقیقة ـ نفس الاُمور التی یحتاج إلیها کل أفراد البشر فی حیاتهم.

ثمّ إنّ الآیة تدعو إلى التقوى باعتبارها أساساً لأیّ برنامج إصلاحی للمجتمع، فاداء الحقوق والتقسیم العادل للثروة، وحمایة الأیتام، ورعایة الحقوق العائلیة، وما شابه ذلک کلها من الاُمور التی لا تتحقق بدون التقوى، ولهذا تفتتح هذه السورة ـ التی تحتوی على جمیع هذه الاُمور ـ بالدعوة إلى التزام التقوى: (اتّقوا ربّکم ).

وللتعریف بالله الذی یراقب کلّ أعمال الإنسان وتصرفاته اُشیر فی الآیة إلى واحدة من صفاته التی تعتبر أساساً للوحدة الاجتماعیة فی عالم البشر: (الذی خلقکم من نفس واحدة ).

وعلى هذا الأساس لا مبرر للتمییز العنصری، واللغوی، والمحلی، والعشائری وما شابه ذلک ممّا یسبب فی عالمنا الرّاهن آلافاً من المشاکل فی المجتمعات. ولا مجال لهذه الاُمور وما یترتب علیها من الأمجاد الکاذبة والتفوق الموهوم فی المجتمع الإسلامی، لأنّ کافة البشر على اختلاف ألوانهم، ولغاتهم، وأقطارهم یرجعون إلى أب واحد واُمّ واحدة.

وتتّضح أهمّیة مکافحة هذا الأمر ـ أکثر فأکثر ـ إذا لاحظنا أنّ ذلک قد تمّ فی زمن کان یعانی بقایا ورواسب نظام قبلی وعشائری ظالم، ونعنی عصر النّبی (صلى الله علیه وآله).

هذا وقد ورد نظیر هذا التعبیر فی موارد اُخرى من القرآن الکریم أیضاً، وسنشیر إلى کل ذلک فی موضعه.

والآن یجب أن نرى من هو المقصود من «نفس واحدة»؟

هل المراد من «نفس واحدة» هو شخص معین، أو أنّه واحد نوعی (أی جنس المذکر)؟

لا شک أنّ ظاهر هذا التعبیر هو الشخص المعین، والواحد الشخصی، وهو إشارة إلى أوّل إنسان قد سمّاه القرآن الکریم بـ «آدم» ویعتبره أبا البشر.

کما وقد عبّر عن البشر ببنی آدم فی آیات کثیرة من القرآن الکریم.

فاحتمال أن یکون المراد من نفس واحدة هو الواحد النوعی بعید عن ظاهر الآیة جدّاً.

ثمّ إنّ قوله تعالى: (وخلق منها زوجها ) قد فهم منها بعض المفسّرین أنّ «حواء» قد خلقت من جسم آدم واستشهدوا لذلک بروایات وأحادیث غیر معتبرة تقول: إنّ حواء خلقت من أضلاع آدم (1) (وهو أمر قد صرّح به فی سفر التکوین من التوراة أیضاً). (2)

لکن مع ملاحظة سائر الآیات القرآنیة یرتفع کلّ إبهام حول تفسیر هذه الآیة، ویتضح أنّ المراد منها هو أنّ الله سبحانه خلق زوجة آدم من جنسه (أی جنس البشر) ففی الآیة 21 من سورة الروم نقرأ (ومن آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجاً لتسکنوا إلیها ) کما نقرأ: فی الآیة 72 من سورة النّحل (والله جعل لکم من أنفسکم أزواجاً ).

ومن الواضح أنّ معنى قوله تعالى: (خلق لکم من أنفسکم أزواجاً ) هو أنّه خلقهم من جنسکم لا أنّه خلقهن من أعضاء جسمکم.

ووفقاً لروایة منقولة عن الإمام محمّد الباقر (علیه السلام) کما فی تفسیر العیاشی ـ أنّه کذّب بشدّة فکرة خلق حواء من ضلع آدم، وصرح (علیه السلام) ـ بأنّه خلقت من فضل الطینة التی خلق منها آدم.

.


1. من لایحضره الفقیه، ج 3، ص 380; وسائل الشیعة، ج 26، ص 287 و288.
2. سفر التکوین، باب 2، رقم 21 و22 إنّ اللّه ألقى على آدم نوماً ثقیلاً، ولمّا استولى علیه النوم أخذ بضلعه وکساه لحماً وأنّ اللّه خلق من ذلک الضلع امرأة (حوّاء) ثم أتى بها إلى آدم.

 

سورة النساء / الآیة 1 کیف کان زواج أبناء آدم؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma