هذه السّورة ـ کما قلنا ـ نزلت فی المدینة، بمعنى أنّ النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) عندما کان مقبلا على تأسیس حکومة إسلامیّة وتکوین مجتمع إنسانی قویم، نزلت هذه السورة وهی تحمل جملة

من القوانین التی لها أثر کبیر فی إصلاح المجتمع، وإیجاد البیئة الاجتماعیة الصالحة النقیة.

ومن ناحیة اُخرى فإنّ أکثر أفراد هذا المجتمع الجدید کانوا قبل ذلک من الوثنیین بما فیهم من لوثات الجاهلیة وانحرافاتها ورواسبها، لذلک یتعین قبل أی شیء تطهیر عقولهم، وتزکیة أرواحهم ونفوسهم من تلک الرّواسب، وإحلال القوانین والبرامج اللازمة لإعادة بناء المجتمع محل تلک العادات والتقالید الجاهلیة الفاسدة.

وعلى العموم فإن المواضیع المختلفة التی تحدثت عنها هذه السّورة هی عبارة عن:

1ـ الدّعوة إلى الإیمان والعدالة، وقطع العلاقات الودّیة بالأعداء الألداء، والخصوم المعاندین.

2ـ ذکر بعض قصص الأمم الماضیة لأجل التعرف على عواقب المجتمعات غیر الصالحة.

3ـ العنایة بالمحتاجین إلى الحمایة مثل الأیتام، وبیان التعالیم اللازمة لصیانة حقوقهم.

4ـ قانون الإرث والتوارث بنحو طبیعی وعادل فی قبال الکیفیة القبیحة التی کان علیها وضع التوریث فی ذلک الزمان، حیث کان یحرم الضعفاء بحجج واهیة، وأعذار غیر وجیهة.

5ـ القوانین المتعلقة بالزّواج والبرامج التی تصون العفاف العام.

6ـ القوانین العامّة لحفظ الأموال العامّة.

7ـ حفظ وتحسین حالة الوحدة الأساسیة للمجتمع، أی العائلة.

8ـ الحقوق والواجبات الفردیة المتقابلة فی المجتمع.

9ـ التعریف بأعداء المجتمع الإسلامی وتحذیر المسلمین منهم.

10ـ الحکومة الإسلامیة ووجوب طاعة قائد هذه الحکومة.

11ـ حثّ المسلمین على مجابهة الأعداء وجهادهم.

12ـ الکشف عن الأعداء والخصوم الذین قد یتوسلون بالعمل السری.

13ـ أهمیة الهجرة ووجوبها عند مواجهة مجتمع فاسد غیر قابل للتأثیر فیه وتغییره.

14ـ البحث مجدداً عن الإرث ونظام التوریث، وضرورة تقسیم الثروات المکدّسة بین الوارثین.