هذه الآیة ـ حسب ما یذهب إلیه أکثر المفسّرین ـ نزلت فی مؤمنی أهل الکتاب الذین ترکوا العصبیة العمیاء، والتحقوا بصفوف المسلمین، وکانوا یشکّلون عدداً معتدّاً به من النصارى والیهود.
ولکنّها حسب اعتقاد بعض المفسّرین أنّها نزلت فی النّجاشی ملک الحبشة العادل، وإن کان مفهومها أوسع من ذلک المورد.
ففی السنة التاسعة للهجرة وفی شهر رجب بالذات توفی النجاشی، فبلغ خبر وفاته إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) بإلهام إلهی فی الیوم الذی مات فیه وقال: (صلى الله علیه وآله) «اخرجوا فصلّوا على أخ لکم مات بغیر أرضکم»، قالوا: ومن؟ قال: النجاشی، فخرج النّبی (صلى الله علیه وآله) إلى البقیع وکشف له من المدینة إلى أرض الحبشة فأبصر سریر النجاشی، وصلى علیه، فقال بعض المنافقین: انظروا إلى هذا یصلّی على علج نصرانی حبشی لم یره قطّ ولیس على دینه، فأنزل الله هذه الآیة ردّاً على مقالتهم (1) .
هذا ویستفاد من هذه الروایة أنّ النجاشی إعتنق الإسلام بالکامل وإن لم یظهر ذلک.