النّتیجة الطّیبة لموقف أولی الألباب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولالقیّمة المعنویّة للرّجل والمرأة

فی الآیات الخمس الآنفة استعرض القرآن الکریم موجزاً من إیمان اُولی الألباب والعقول النّیرة، وبرامجهم العملیة، وطلباتهم وأدعیتهم، وفی هذه الآیة یقول سبحانه: (فاستجاب لهم ربّهم )، والتعبیر بلفظة «ربّهم» حکایة عن غایة اللّطف، ومنتهى الرحمة الإلهیّة بالنسبة إلیهم، ثمّ یضیف قائلا: (أنّی لا اُضیع عمل عامل منکم ) دفعاً للإشتباه والتوهّم الذی قد یسبق إلى الذهن بأنّه لا إرتباط بین الفوز والنجاة، وبین أعمال الإنسان ومواقفه، ففی هذه العبارة إشارة واضحة إلى أصل «العمل»، وإشارة أیضاً إلى عامله، حتى یتبیّن أنّ الملاک والمحور الأصلی لقبول الدعاء وإستجابته هو الأعمال الصالحة الناشئة من الإیمان، وأنّ الأدعیة التی تستجاب فوراً هی تلک التی یدعمها العمل الصالح.

ثمّ إنّه سبحانه یقول: (من ذکر أو اُنثى بعضکم من بعض )، وهذا لأجل أن لا یتصور أحد أنّ هذا الوعد الإلهی یختص بطائفة معینة کالذکور دون الإناث مثلا، فلا فرق فی هذا الأمر بین أن یکون العامل ذکراً أو یکون اُنثى، لأنّ الجمیع یعودون فی أصل الخلقة إلى مصدر واحد (بعضکم من بعض ) أی تولد بعضکم من بعض، النساء من الرجال، والرجال من النساء، فلا تفاوت فی هذه المسألة إذن بین الذکر أو الاُنثى، فلماذا یکون تفاوت فی الجزاء والثواب؟

ویمکن أن تکون عبارة (بعضکم من بعض ) إشارة إلى أنّکم جمیعاً أتباع دین واحد، وروّاد منهج واحد وأنصار حقیقة واحدة، فلا معنى لأن یفرّق الله سبحانه بین جماعة واُخرى ویمیّز بین طائفة وطائفة، وجنس وآخر.

ثمّ إنّه سبحانه یستنتج من ذلک إذ یقول: (فالذین هاجروا وأخرجوا من دیارهم واُوذوا فی سبیلی وقاتلوا وقتلوا لاُکفّرنّ عنهم سیّئاتهم )، أی إنّ الله سبحانه کتب على نفسه أن یغفر لهؤلاء ذنوبهم، جاعلا من هذه المشاق والمتاعب التی نالتهم کفارة لذنوبهم، لیطهروا من أدرانها تطهیراً.

ثمّ یقول تعالى: (ولأدخلنّهم جنّات تجری من تحتها الأنهار ) مضافاً إلى غفران ذنوبهم والتکفیر عنهم.

وهذا هو الثواب الإلهی لهم على ماقاموا به من تضحیة وفداء (ثواباً من عندالله والله

عنده حسن الثواب ) ... إنّ لهم أفضل الأجر عند الله وأحسنه، وقوله: (والله عنده حسن الثواب ) إشارة إلى أنّ الأجر الإلهی والمثوبات الإلهیّة لیست قابلة للوصف للناس بشکل کامل فی هذه الحیاة، بل یکفی أن یعلموا بأنّه أفضل وأعلى من أی ثواب.

هذا ویستفاد ـ جیداً ـ من هذه الآیة أنّ الإنسان لابدّ أن یتطهّر من أدران الذنوب فی ظلّ العمل الصالح أوّلا، ثمّ یدخل فی رحاب القرب الرّبانی والنعیم الإلهی، لأنّه سبحانه قال أوّلا: (لاُکفّرن عنهم سیّئاتهم ) ثمّ قال: (لأدخلنّهم جنّات ).

وبعبارة اُخرى: أنّ الجنّة مقام المتطهّرین، ولا طریق لمن لم یتطهّر إلیها.

 

سبب النّزولالقیّمة المعنویّة للرّجل والمرأة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma