هذه الآیة تعقیب على الآیات السابقة حول اُولی الألباب والعقول النّیرة ونتیجة أعمالهم، والشروع بفاء التفریع ـ فی هذه الآیة ـ أوضح دلیل على هذا الإرتباط، ومع ذلک ذکرت أسباب نزول متعددة لها فی الأحادیث وأقوال المفسرین، لکنها لا تنافی ـ فی حقیقتها ـ الإرتباط الذی ذکرناه لهذه الآیة مع الآیات السابقة.
ومن جملة ذلک ما نقل عن أمّ سلمة (وهی إحدى زوجات النّبی (صلى الله علیه وآله)) أنّها قالت للنّبی (صلى الله علیه وآله): یا رسول الله ما بال الرجال یذکرون فی الهجرة دون النساء؟ فأنزل الله هذه الآیة. (1)
کما نقل أیضاً أنّ علیّ (علیه السلام) لما هاجر بالفواطم (وهنّ فاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت النّبی (صلى الله علیه وآله) وفاطمة بنت الزبیر) من مکّة إلى المدینة، ولحقت به اُم أیمن ـ وهی إحدى زوجات النّبی المؤمنات ـ فی أثناء الطریق نزلت الآیة الحاضرة. (2)
والمسألة کما قلناه، فإن الأسباب المذکورة لنزول الآیة لا تنافی الإرتباط الذی أشرنا إلیه بین هذه الآیة، والآیات السابقة، کما أنه لا تنافی أیضاً بین هذین السببین المذکورین للآیة أیضاً.