المعجبون بأنفسهم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزولسورة آل عمران / الآیة 190 ـ 194

لمرتکبون لقبائح الفعال على نوعین: طائفة تستحی من أفعالها فور انتباهها إلى قبح ما فعلت، وهی لم تفعل ما فعلت من القبیح إلاّ لطغیان غرائزها، وهیجان شهواتها، وهذه الطّائفة سهلة النّجاة جداً، لأنّها تندم بعد کل قبیح ترتکبه، وتتعرض لوخز ضمیرها وعتب وجدانها باستمرار.

بید أنّ هناک طائفة اُخرى لیست فقط لا تشعر بالندم والحیاء ممّا ارتکبت من الإثم، بل هی على درجة من الغرور والإعجاب بالنفس بحیث تفرح بما فعلت، بل تتبجح به وتتفاخر، بل وفوق ذلک ترید أن یمدحها الناس على ما لم تفعله أبداً من صالح الأعمال وحسن الفعال.

إنّ الآیة الحاضرة تقول عن هؤلاء: (لا تحسبنّ الّذین یفرحون بما أتوا ویحبّون أن یحمدوا بما لم یفعلوا فلا تحسبنّهم بمفازة من العذاب ) أی لا تحسبن أنّ هؤلاء یعذرون على موقفهم هذا وینجون من العذاب، إنّما النجاة لمن یستحون ـ على الأقل ـ من أعمالهم القبیحة، ویندمون على أنّهم لم یفعلوا شیئاً من الأعمال الصالحة.

إنّ هؤلاء المعجبین بأنفسهم لیسوا فقط ضلّوا طریق النجاة وحُرموا من الخلاص، بل (ولهم عذاب ألیم ) ینتظرهم.

ویمکن أن نستفید من هذه الآیة أن ابتهاج الإنسان بما وفّق لفعله وإتیانه من صالح الإعمال لیس مذموماً (إذا کان ذلک لا یتجاوز حد الإعتدال، ولم یکن سبباً للغرور والعجب)، وهکذا الحال فی رغبة الانسان فی التشجیع والإجلال على الأفعال الحسنة إذا کان ـ کذلک ـ فی حدود الإعتدال، ولم یکن الإتیان بتلک الأعمال الصالحة بدافع الحصول على ذلک، لأنّ کل ذلک من غریزة الإنسان ومقتضى فطرته. ولکن أولیاء الله ومن هم فی المستویات العلیا من الإیمان بعیدون حتى من مثل هذا الإبتهاج المباح وحبّ التقدیر الغیر المذموم.

إنّهم یرون أعمالهم دائماً دون المستوى المطلوب، ویشعرون أبداً بالتقصیر تجاه ربّهم العظیم، وبالتفریط فی جنبه سبحانه وتعالى.

على أنّه ینبغی أن لا نتصور أنّ الآیة الحاضرة ـ مورد البحث ـ تختص بأهل النفاق فی صدر الإسلام أو من شاکلهم ـ فی کل عصر وزمان ـ وفی جمیع الظروف والمجتمعات المختلفة، ممن یفرحون ویبتهجون بأعمالهم القبیحة أو یحرکون الآخرین لیحمدوهم على ما لم یفعلوه بالقلم أو اللسان.

إنّ مثل هؤلاء مضافاً إلى العذاب الألیم فی الآخرة، سیصیبهم ـ فی هذه الحیاة ـ غضب الناس وسخطهم، وسیؤول أمرهم إلى الانفصال عن الآخرین وإلى غیر ذلک من العواقب السیئة.

ثمّ إنّ الله سبحانه یقول فی آیة لاحقة: (ولله ملک السماوات والأرض والله على کل شیء قدیر ) وهذا الکلام یتضمن بشرى للمؤمنین، وتهدیداً للکافرین، فهی تقول: إنّه لا داعی لأن یسلک المؤمنون لإحراز التقدم طرقاً وسبلا منحرفة، وأن یحمدوا على مالم یفعلوه، ذلک لأنّهم یقدرون أنْ یواصلوا تقدمهم، ویحرزوا النجاحات بالاستفادة من السبل المشروعة والصحیحة وفی ظل قدرة الله خالق السماوات والأرضین، کما أنّه على المنافقین والعصاة أن لا یتصوروا أنّهم قادرون على إحراز شیء أو على الخلاص والنجاة من عقاب خالق الکون وربّ السماوات والأرضین بسلوک هذه السبل المنحرفة واستخدام هذه الأسالیب غیر المشروعة!.

سبب النّزولسورة آل عمران / الآیة 190 ـ 194
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma