ذکر المحدّثون والمفسرون أسباباً عدیدة لنزول هذه الآیة، منها أنّ الیهود کانوا یفرحون لما یقومون به من تحریف لآیات الکتب السماویة وکتمان حقائقها ظناً منهم بأنّهم یحصلون من وراء ذلک على نتیجة، وفی الوقت نفسه کانوا یحبّون أن ینسبهم الناس إلى العلم، ویعتبرونهم من حماة الدین فنزلت هذه الآیة ترد على تصورهم الخاطىء هذا. (1)
وقال آخرون أنّها نزلت فی شأن المنافقین، لأنهم کانوا یجمعون ویتفقون على التخلف عن الجهاد مع رسول الله (صلى الله علیه وآله) إذا نشبت حرب من الحروب الإسلامیة، متذرّعین لذلک بمختلف المعاذیر والحجج، فإذا عاد المجاهدون من القتال إعتذروا وحلفوا لهم بأنّهم کانوا یودّوا المشارکة لولا بعض الأعذار، وأحبوا بالتالی أن یقبل منهم العذر ویحمدوا بما لیسوا علیه من الإیمان وبما لم یفعلوه من أفعال المجاهدین الصادقین، فنزلت هذه الآیة ترد على هذا التوقع غیر المبرر وغیر الوجیه. (2)