التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 187 العلماء والوظیفة الکبرى

بعد ذکر جملة من أعمال أهل الکتاب المشینة ومخالفاتهم تشیر الآیة الحاضرة إلى واحدة اُخرى من تلک الأعمال والمخالفات، ألا وهو کتمان الحقائق فتقول: (وإذ أخذ الله میثاق الذین أوتو الکتاب لتبیّننّه للناس ولا تکتمونه )، أی اذکروا اِذ أخذ الله مثل هذا المیثاق منکم.

والملفت للنظر أن عبارة «لتبیّننه» جاءت مع لام القسم، ونون التأکید الثقیلة، وذلک نهایة فی التأکید.

ثمّ أردفها ـ مع ذلک ـ بقوله: «ولا تکتمونه» الذی هو أمر صریح بعدم الکتمان والإخفاء.

ومن کل هذه التعابیر یتضح أو یستفاد أنّ الله سبحانه قد أخذ بوساطة الأنبیاء السابقین آکد المواثیق والعهود من أهل الکتاب لإظهار الحقائق، وبیانها، ولکنّهم رغم کل ذلک ـ خانوا تلک العهود وتجاهلوا تلک المواثیق، وأخفوا ما أرادوا إخفائه من حقائق الکتب السماویة، ولهذا قال سبحانه عنهم (فنبذوه وراء ظهورهم ) أنّها کنایة رائعة عن عدم العمل بالواجب وتناسیه، لأنّ الإنسان إذا عزم على العمل بشیء وأراد جعله ملاکاً له، فإن یجعله قدامه، وینظر إلیه مرّة بعد اُخرى، ولکنه إذا لم یرد العمل به وأراد تناسیه بالمرّة أزاحه من وجهه، وألقاه خلف ظهره.

ثمّ إنّه سبحانه أشار إلى حرص الیهود وجشعهم وحبّهم المفرط للدنیا إذ یقول: (واشتروا به ثمناً قلیلا فبئس ما یشترون ).

إنّ حبّهم الشدید للدنیا الذی بلغ حدّ العبادة، وإنحطاطهم الفکری آل بهم إلى أن یکتموا الحقائق لقاء مکاسب مادیة، ولکن الآیة تقول: أنّهم لم یشتروا بذلک ولم یکسبوا إلاّ ثمناً قلیلا، وبئس ما یشترون.

ولو أنّهم قد حصلوا لقاء کتمان الحقائق ـ هذه الجریمة الکبرى ـ على ثروة عظیمة وطائلة لکان ثمّة مجال لأن یقال: إنّ عظمة المال والثروة قد أعمت أبصارهم وأسماعهم، ولکن الذی یدعو إلى الدهشة والعجب أنّهم باعوا کلّ ذلک لقاء ثمن بخس ومتاع قلیل، (طبعاً المقصود هنا هو علماؤهم الدنیئو الهمة).

 

سورة آل عمران / الآیة 187 العلماء والوظیفة الکبرى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma