عندما هاجر المسلمون من مکّة إلى المدینة وابتعدوا عن دورهم ودیارهم، راحت أیدی المشرکین تطال أموالهم وتمتدّ إلى ممتلکاتهم، وتنالها بالتصرف والسیطرة علیها، وإیذاء کلّ من وقعت علیه أیدیهم والإیقاع فیه بالهجاء والاستهزاء.
وعندما جاؤوا إلى المدینة، واجهوا أذى الیهود القاطنین فی المدینة، خاصّة «کعب بن الأشرف» الذی کان شاعراً سلیط اللسان، فقد کان کعب هذا یهجو النّبی (صلى الله علیه وآله) والمسلمین ویحرض المشرکین علیهم حتى أنّه کان یشبب بنساء المسلمین ویصف محاسنهن ویتغزل بهن.
وقد بلغت وقاحته مبلغاً دفعت بالنّبی (صلى الله علیه وآله) إلى أن یأمر بقتله، فقتل على أیدی المسلمین غیلة.
والآیة الحاضرة ـ حسب بعض الأحادیث المنقولة عن المفسرین ـ تشیر إلى هذه الاُمور وتحث المسلمین على مواصلة الصمود والمقاومة. (1)