جواب على سؤال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
المثقلون بأوازرهملفتة أدبیة

إنّ الآیة الحاضرة تجیب ضمناً على سؤال یخالج أذهان کثیر من الناس وهو: لماذا یرفل بعض العصاة والمجرمین فی مثل هذا النعیم، ولا یلقون جزاءهم العادل على إجرامهم؟

فإنّ القرآن الکریم یردّ على هذا التساؤل الشّائع قائلا: إنّ هؤلاء فقدوا کل قابلیة للتغییر والإصلاح، وهم بالتالی من الّذین تقتضی سُنّة الخلق ومبدأ حرّیة الإنسان واختیاره أن یترکوا لشأنهم، ویوکلوا إلى أنفسهم لیصلوا إلى مرحلة السقوط الکامل، ویستحقّوا الحدّ الأکثر من العذاب والعقوبة.

هذا مضافاً إلى ما یستفاد من بعض الآیات القرآنیة من أنّه سبحانه قد یمدّ البعض بالنعم الوافرة وهو بذلک یستدرجهم، أی إنّه یأخذهم فجأة وهم فی ذروة التنعم، ویسلبهم کلّ شیء وهم فی أوج اللّذة والتمتع، لیکونوا بذلک أشقى من کلّ شقی، ویواجهوا فی هذه الدنیا أکبر قدر ممکن من العذاب، لأنّ فقدان هذا النعیم أشدّ وقعاً على النفس، وأکثر مرارة کما نقرأ فی الکتاب العزیز: (فلمّا نسوا ما ذکّروا به فتحنا علیهم أبواب کلّ شیء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) (1) .

ومثل هؤلاء ـ فی الحقیقة ـ مثل الذی یتسلق شجرة، فإنّه کلّما إزداد رقیاً إزداد فرحاً فی نفسه، حتى إذا بلغ قمتها فاجأته عاصفة شدیدة، فهوى على أثرها من ذلک المترفع الشاهق إلى الأرض فتحطمت عظامه، فتبدل فرحه البالغ إلى حزن شدید.


1. الأنعام، 44. 

 

المثقلون بأوازرهملفتة أدبیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma