المثقلون بأوازرهم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 178 جواب على سؤال

بعد تسلیة خاطر النّبی (صلى الله علیه وآله) فی الآیات السّابقة وتطمینه تجاه ما یقوم به أعداء الرسالة والحق من محاولات عدائیة لا تحصى، توجه سبحانه إلى الأعداء فی هذه الآیة بالخطاب، وأخذ یحدّثهم عن المصیر المشؤوم الذی ینتظرهم، (وهذه الآیة ترتبط ـ فی الحقیقة ـ بأحداث معرکة «اُحد» فهی مکملة للأبحاث التی مرّت حول هذه الواقعة، لأنّ الحدیث والخطاب تارةً کان موجهاً إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) واُخرى موجهاً إلى المؤمنین، وها هو هنا موجه إلى الکفار والمشرکین.

إنّ الآیة الحاضرة التی یقول فیها سبحانه: (ولا یحسبنّ الّذین کفروا أنّما نملی (1) لهم خیر لأنفسهم إنّما نملى لهم لیزدادوا إثماً ولهم عذاب مهین ) تحذّر المشرکین بأن علیهم أن لا یعتبروا ما أتیح لهم من إمکانات فی العدّة والعدد، وما یکسبونه من انتصارات فی بعض الأحیان، وما یمتلکونه من حرّیة التصرف، دلیلا على صلاحهم، أو علامة على رضا الله عنهم.

وتوضیح ذلک: إنّ المستفاد من الآیات القرآنیة هو أنّ الله سبحانه ینبّه العصاة الذین لم یتوغّلوا فی الخطیئة ولم یغرقوا فی الآثام غرقاً، فهو سبحانه ینبّههم بالنذر تارةً، وبما یتناسب مع أعمالهم من البلاء والجزاء تارة اُخرى، فیعیدهم بذلک إلى جادة الحق والصواب. وهؤلاء هم الذین لم یفقدوا بالمرّة قابلیة الهدایة، فیشملهم اللّطف الإلهی، فتکون المحن والبلایا نعمة بالنسبة إلیهم، لأنّها تکون بمثابة جرس إنذار لهم تنبّههم من غفلتهم، وتنتشلهم من غفوتهم کما یقول الله سبحانه: (ظهر الفساد فی البرّ والبحر بما کسبت أیدی الناس لیذیقهم بعض الذی عملوا لعلّهم یرجعون ) (2) .

ولکن الذین تمادوا فی الذنوب وغرقوا فیها، وبلغ طغیانهم نهایته فإنّ الله یخذلهم، ویکلهم إلى نفوسهم، أیّ إنّه یملی لهم لتثقل ظهورهم بأوزارهم، ویستحقوا الحدّ الأکثر من العقوبة والعذاب المهین.

هؤلاء هم الذین نسفوا کلّ الجسور، وقطعوا کلّ علاقاتهم مع الله، ولم یترکوا لأنفسهم طریق للعودة إلى ربّهم، وهتکوا کل الحجب، وفقدوا کل قابلیة للهدایة الإلهیّة، وکل أهلیة للّطف الرّبانی.

إنّ الآیة الحاضرة تؤکد هذا المفهوم وهذا الموضوع إذ تقول: (ولا یحسبنّ الّذین کفروا أنّما نملی لهم خیر لأنفسهم إنّما نملی لهم لیزدادوا إثماً ولهم عذاب مهین ).

ولقد استدلت بطلة الإسلام زینب الکبرى بنت الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) بهذه الآیة فی خطابها المدوّی والساخن أمام طاغیة الشام «یزید بن معاویة» الذی کان من أظهر مصادیق العصاة والمجرمین الذین قطعوا جمیع جسور العودة على أنفسهم بما ارتکبوه من فظیع الفعال، وما اقترفوه من شنیع الأعمال إذ قالت: «أظننت یا یزید ... أنّ بنا على الله هواناً، وبک علیه کرامة، وأنّ ذلک لعظم خطرک عنده؟ فشمخت بأنفک، ونظرت فی عطفک، جذلان مسروراً، حین رأیت الدنیا لک مستوثقة والاُمور متّسقة، وحین صفا لک مُلکنا وسلطاننا، فمهلا مهلا أنسیت قول الله عزّوجلّ: (ولا یحسبنّ الّذین کفروا أنّما نملی لهم خیر لأنفسهم إنّما نملی لهم لیزدادوا إثماً ولهم عذاب مهین )». (3)


1. «نملی» مشتقة من «الإملاء»، وتعنی المساعدة والإعانة وتستعمل فی أکثر الموارد فی إطالة المدّة والإمهال الذی هو نوع من المساعدة، وقد جاءت فی الآیة الحاضرة بالمعنى الثانی.
2. الروم، 41.
3. اللهوف، ص 181; وبحارالانوار، ج 45، ص 133 و157.

 

سورة آل عمران / الآیة 178 جواب على سؤال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma