5 ـ مرحلة القرار الأخیر!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
4 ـ شورى عمر بن الخطاب6 ـ نتیجة التوکّل وثمرته

بقدر ما یجب على المستشیر أن یتخذ جانب الرفق واللّین فی المشورة مع مستشاریه، یجب علیه أن یکون حاسماً وحازماً فی إتخاذ القرار الأخیر.

وعلى هذا یجب التخلص من أی تردد، أو استماع إلى الآراء المتشتتة بعد استکمال مراحل المشاورة واتضاح نتیجتها، ویجب إتخاذ القرار الأخیر بصرامة وحسم، وهذا هو ما یعبر عنه بالعزم فی قوله سبحانه فی هذا السیاق إذ یقول: (فإذا عزمت فتوکّل على الله ).

إنّ الجدیر بالتأمل هو أنّ مسألة المشاورة ذکرت فی الآیة الحاضرة بصیغة الجمع

«وشاورهم» ولکن إتخاذ القرار الأخیر جعل من وظیفة الرسول الکریم (صلى الله علیه وآله) خاصة إذا جاء بصیغة المفرد «عزمت».

إنّ الاختلاف فی التعبیر إشارة إلى نکتة مهمة وهی أن تقلیب وجوه الأمر، ودراسة القضیة الاجتماعیة من جمیع جوانبها وأطرافها یجب أن تتم بصورة جماعیة، وأمّا عندما یتم التصدیق على شیء فإنّ إجراءه وإبرازه فی صورة القرار القطعی یجب أن یوکل إلى إرادة واحدة، وإلاّ وقع الهرج والمرج، ودبت الفوضى فی الاُمّة لأنّ التنفیذ بوساطة قادة متعددین من دون الإنطلاق من قیادة واحدة متمرکزة سیواجه الاختلاف، ویؤول إلى النکسة والهزیمة، ولهذا تتم المشاورات فی عالمنا الراهن بصورة جماعیة، ولکن إجراء نتائجها تناط إلى الدول والأجهزة التی تدار وتعمل تحت إشراف شخص واحد، وفرد معین لا متعددین.

والموضوع المهم الآخر الذی تشیر إلیه الجملة السابقة (فإذا عزمت فتوکّل على الله ) هو أنّ إتخاذ القرار الأخیر یجب أن یقترن بالتوکل على الله، بمعنى أنّ علیکم أن تستمدوا العون من الله القادر المطلق ولا تنسوه فی الوقت الذی تهیئون فیه الأسباب العادیة والوسائل المادیة للأمر.

على أنّ التوکل لا یعنی بالمرة أنّ یتجاهل الإنسان الأسباب المادیة والوسائل العادیة للنصر والتی جعلها الله سبحانه فی عالم المادة، ومکّن الإنسان من الأخذ بها، فقد روی فی حدیث أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) قال لأعرابی حضر عنده وقد ترک ناقته سادرة فی الصحراء دون أن یعقلها حتى لا تفر أو تضل، ظناً بأنّ هذا من التوکل على الله «أعقلها وتوکل». (1)

أجل لیس المراد من التوکل هو هذا المفهوم الخاطىء، بل المراد منه هو أن لا ینحصر الإنسان فی حصار هذا العالم المادی، وفی حدود قدرته الضیقة، فلاینطلق قدماً إلى الأمام، بل یعلّق أمله ـ إلى جانب الأخذ بالأسباب ـ على عنایة الله وحمایته ولطفه ومنّه.

ولاریب أنّ مثل هذه الإلتفاتة تهب للإنسان استقراراً نفسیاً عالیاً، وطاقة روحیة فعالة، ومعنویة تتضائل أمامها کلّ الصعاب والمشاق، وتتحطم عندها کلّ أمواج المشکلات العاتیة، أو تنزاح أمامها کلّ الأهوال (وسوف نشرح بإسهاب إن شاء الله مسألة التوکل وکیفیة العلاقة بینها وبین الاستفادة من وسائل العالم المادی فی ذیل قوله تعالى (ومن یتّق الله یجعل له مخرجاً ) (2) .

ثمّ إنّه سبحانه وتعالى یأمر المؤمنین فی ختام الآیة أن یتوکلوا على الله فحسب لأنّه تعالى یحبّ المتوکلین إذ یقول: (إنّ الله یحب المتوکّلین ).

هذا ویستفاد من هذه الآیة أنّ التوکل یجب أن یکون بعد التشاور، وبعد الأخذ والاستفادة من جمیع الإمکانیات المتاحة للإنسان حتماً.


1. ارشاد القلوب، ج 1، ص 121; وفتح البارى، ج 10، ص 180.
2. الطلاق، 2. 

 

4 ـ شورى عمر بن الخطاب6 ـ نتیجة التوکّل وثمرته
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma