استغلال المنافقین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 156 ـ 158 سورة آل عمران / الآیة 159 ـ 160

کانت حادثة «اُحد» تحظى بأهمیّة کبیرة من وجهة نظر المسلمین وذلک من جهتین:

أولاً: لأنّها کانت تعتبر خیر مرآة تعکس حقیقة المسلمین فی تلک المرحلة، وتساعدهم على رؤیة نقاط ضعفهم، فإصلاحها وإزالتها، ولهذا السبب رکز القرآن على أحداث هذه الواقعة وملابساتها وقضایاها ذلک الترکیز الکبیر وأولاها ذلکم الاهتمام البالغ، فنحن نرى کیف نستفید منها دروساً وعبراً کثیرة وکبیرة، فی الآیات القادمة کما فی الآیات السابقة.

ومن جهة اُخرى هیّأت أحداث هذه الواقعة أرضیة وفرصة مناسبة للمنافقین بأن یقوموا بمحاولاتهم التشویشیة، ومن أجل هذا نزلت آیات عدیدة لإبطال مفعول هذه المحاولات واجهاض هذه المساعی الماکرة، من جملتها الآیات المذکورة أعلاه.

فهذه الآیات تتوجه بالخطاب أولاً إلى المؤمنین بهدف تحطیم جهود المنافقین ومحاولاتهم التخریبیة، وتحذیر المسلمین منهم فتقول: (یا أیّها الّذین آ منوا لا تکونوا کالذین کفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا فی الأرض أو کانوا غزّى لو کانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ).

هذه الکلمات وإن کانوا یطلقونها فی ستار من التعاطف وتحت قناع الإشفاق، إلاّ أنّهم لم یکونوا ـ فی الحقیقة ـ یقصدون منها إلاّ تسمیم روحیة المسلمین، وإضعاف معنویاتهم،

وزعزعة إیمانهم، فینبغی ألا تقعوا تحت تأثیرها، وتکرروا نظائرها من العبارات.

(لیجعل الله ذلک حسرة فی قلوبهم ).

أنّکم أیّها المؤمنون إذا وقعتم تحت تأثیر هذه الکلمات المضلّة الغاویة، وکررتم نظائرها ستضعف روحیتکم أیضاً، وستمتنعون أیضاً عن الخروج إلى میادین الجهاد والسفر والرحیل من أجل الله وفی سبیله، وحینئذ سیتحقق للمنافقین ما یصبون إلیه، ولکن لا تفعلوا ذلک، وتقدموا إلى سوح الجهاد ومیادین القتال بمعنویة عالیة، وعزم أکید ودون تردد ولا کلل، لیجعل الله ذلک حسرة فی قلوب المنافقین المخذلین، أبداً.

ثمّ إنّ القرآن الکریم یرّد على خبث المنافقین وتسویلاتهم وتشویشاتهم بثلاث أجوبة منطقیة هی:

إن الموت والحیاة بید الله على کلّ حال، وأنّ الخروج والحضور فی میدان القتال لا یغیر من هذا الواقع شیئاً، وأنّ الله یعلم بأعمال عباده جمیعها: (والله یحیی ویمیت والله بما تعملون بصیر ).

ثمّ إنّکم حتى إذا متم أو قتلتم، وبلغکم الموت المعجل ـ کما یحسب المنافقون ـ فإنّکم لم تخسروا شیئاً، لأنّ رحمة الله وغفرانه أعظم وأعلى من کلّ ما تجمعه أیدیکم أو یجمعه المنافقون مع الإستمرار فی الحیاة من الأموال والثروات (ولئن قتلتم فی سبیل الله أو متّم لمغفرة من الله ورحمة خیر ممّا یجمعون ).

وأساساً لا تصحّ المقارنة بین هذین الأمرین فأین الثرى من الثریا!! ولکنه أمر لا مفر منه عند مخاطبة تلک العقول المنحطة التی تفضل أیاماً معدودة من الحیاة الفانیة وجفنة من الثروة الزائلة على عزة الجهاد وفخر الشهادة.

إنّه لیس من سبیل أمام هؤلاء إلاّ أن یقال لهم: إنّ ما یحصل علیه المؤمنون عن طریق الشهادة أو الموت فی سبیل الله، أفضل من کلّ ما یجمعه الکفّار من طریق حیاتهم الموبوءة، المزیجة بالشهوات الرخیصة وعبادة المال والدنیا.

وبغضّ النظر عن کلّ ذلک فإنّ الموت لایعنی الفناء والعدم حتى یخشى منه هذه الخشیة ویخاف منه هذا الخوف، ویستوحش منه هذا الإستیحاش، إنّه نقلة من حیاة إلى حیاة أوسع وأعلى وأجل وأفضل، حیاة مزیجة بالخلود موصوفة بالبقاء (ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ).

 

إنّ الجدیر بالملاحظة فی هذه الآیات هو جعل الموت فی اثناء السفر، فی مصاف الشهادة فی سبیل الله، لأنّ المراد بالسفر هنا هی تلک الأسفار التی یقوم بها الإنسان فی سبیل الله ولأجل الله کالسفر وشد الرحال إلى میادین القتال أو للعمل التبلیغی، وذلک لأنّ الأسفار فی تلک العصور کانت محفوفة بالمشاکل، ومقترنة بالمصاعب والمتاعب، وکانت تلازم فی الأغلب الأمراض التی تؤدّی فی أکثر الأحیان إلى الموت، ولذلک لم یکن ذلک الموت بأقل فضلاً من القتل والشهادة فی میادین الجهاد وسوح النضال.

وأمّا ما احتمله بعض المفسّرین من أنّ الأسفار المذکورة فی هذه الآیة هی الأسفار التجاریة فهو بعید جدّاً عن معنى الآیة، لأنّ الکفّار لم یتأسفوا قط لهذا الأمر بل کان هذا هو نفسه وسیلة من وسائل الحصول على الثروة وتکریسها، هذا مضافاً إلى أن هذا الموضوع لم یکن له أی تأثیر فی إضعاف روحیة المسلمین بعد معرکة اُحد، کما وإن عدم تنسیق المسلمین مع الکفّار فی هذا المورد لم یوجد ولم یسبب أیة حسرة للکفّار، ولهذا فإنّ الظاهر هو أنّ المراد من الموت فی أثناء السفر فی هذه الآیة هو الموت فی السفر الذی یکون بهدف الجهاد فی سبیل الله، أو لغرض القیام بغیر ذلک من البرامج الإسلامیة.

 

سورة آل عمران / الآیة 156 ـ 158 سورة آل عمران / الآیة 159 ـ 160
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma